رابطة العالم الإسلامي تدين القصف الإسرائيلي على كويا وتدعو لرد دولي حاسم

أدانت رابطة العالم الإسلامي، اليوم الأربعاء 26 مارس 2025، القصف الإسرائيلي على بلدة كويا في منطقة حوض اليرموك بريف درعا الغربي، الذي أسفر عن مجزرة أودت بحياة وإصابة أكثر من 15 شخصاً من المدنيين. ووصف الأمين العام للرابطة، محمد بن عبدالكريم العيسى، هذا الهجوم بأنه "نهج همجي" ينتهك القوانين والأعراف الدولية، مؤكداً أنه يُهدد الأمن والاستقرار في سوريا والمنطقة. وفي بيان رسمي، دعا العيسى المجتمع الدولي إلى اتخاذ "إجراءات فورية وحازمة" لوقف هذه الانتهاكات، معبراً عن تضامن الرابطة الكامل مع سوريا وشعبها ضد أي تهديد لسيادتها ووحدتها.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد نفذت صباح الثلاثاء قصفاً مكثفاً على بلدة كويا باستخدام قذائف الدبابات والطائرات المسيرة، مما أدى إلى مقتل 6 أشخاص وإصابة 10 آخرين بجروح متفاوتة، وتسبب في موجة نزوح جماعي للسكان خوفاً من استمرار التصعيد. وجاء الهجوم بعد توغل قوة إسرائيلية في سهول القرية، حيث واجهت مقاومة من شبان محليين رفضوا التدخل، مما أجبر القوات على التراجع إلى أطراف البلدة قبل أن تُطلق القصف رداً على المواجهة. وزعم جيش الاحتلال في بيان أن القصف استهدف "مسلحين" أطلقوا النار على قواته دون وقوع إصابات، وهو ما نفته مصادر محلية أكدت أن الضحايا كانوا مدنيين.
وأكد محافظ درعا، أنور طه الزعبي، أن الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة دفعت الأهالي إلى التصدي للتوغل دفاعاً عن أراضيهم، محملاً جيش الاحتلال مسؤولية الضحايا ومديناً "عدوانه المستمر" على سوريا. وأشار إلى أن التوترات في كويا بدأت منذ ديسمبر الماضي، عندما حاولت القوات الإسرائيلية فرض السيطرة بعد سقوط نظام الأسد، مطالبة السكان بتسليم أسلحتهم وقبول مساعداتها، لكن الأهالي رفضوا ذلك بشدة، مما أدى إلى تصاعد الاشتباكات والقصف. وأفاد "تجمع أحرار حوران" أن الهجوم تسبب في حالة هلع واسعة، مع نزوح العديد من العائلات إلى مناطق مجاورة وسط انعدام الدعم الطبي للمصابين.
وتأتي إدانة الرابطة ضمن سلسلة مواقف إسلامية وعربية رافضة للانتهاكات الإسرائيلية، حيث سبق أن استنكرت حركة "حماس" ومجلس التعاون الخليجي الهجوم على كويا، مطالبين برد دولي حاسم. ويُنظر إلى هذه العمليات كمحاولة إسرائيلية لتعزيز نفوذها في جنوب سوريا مستغلة الفراغ الأمني عقب انهيار النظام السابق، مما يُثير مخاوف من تصعيد إقليمي قد يُعقد المرحلة الانتقالية. ومع استمرار سقوط الضحايا المدنيين، تتزايد الدعوات لتدخل دولي يحمي سيادة سوريا ويضع حداً لهذه الهجمات التي تُفاقم معاناة شعبها.