أهالي قرية المعلقة في القنيطرة يرفضون مساعدات الاحتلال الإسرائيلي
![](https://qasioun-news.com/img/original/2b240b43-5634-5c33-db91-a572d8713524.webp)
رفض أهالي قرية المعلقة الواقعة في محافظة القنيطرة بشدة تلقي مساعدات إنسانية من قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي اقتحمت قريتهم وأثارت الرعب بين السكان من خلال عمليات تفتيش مداهمة لمنازلهم. وقد عبر الأهالي، في تصريحات نقلها مراسل وكالة "الأناضول"، عن موقفهم الراسخ بعدم القبول لأي دعم يأتي من "قوة احتلت أرضهم وأراقت فيها الدماء"، مؤكدين أنهم ليسوا بحاجة إلى المساعدات الإنسانية وأنهم يطالبون برحيل قوات الاحتلال.
وتأتي هذه المواقف عقب دخول الجيش الإسرائيلي إلى القرية يوم الثلاثاء الماضي، مصحوبًا بآليات عسكرية مدرعة. حيث نفذت القوات عمليات تفتيش غير قانونية تسببت في حالة من الخوف والقلق لدى سكان المعلقة. وذكر المراسل أن الجنود الإسرائيليين اقتحموا الأحياء الجنوبية للقرية، وكان معهم نحو 30 آلية عسكرية، وقاموا بتفتيش المنازل وعرضوا على الأهالي تقديم مساعدات إنسانية، لكن الأهالي أكدوا أنهم لن يقبلوا بأي عروض تأتي من مصادر تعتبرها الاحتلال.
وفي هذا السياق، أفاد خضر عبيدة، مختار القرية، أن قوات الاحتلال تدخل وتخرج من القرية أكثر من عشر مرات يوميًا، مشيرًا إلى أن الجنود يمارسون ضغطًا نفسيًّا على النساء والأطفال، حيث دخلوا منزل أحد أقاربه دون إذن وحققوا معه بشأن المنطقة وأهالي القرية. كما أكد أن الجنود عرضوا تقديم مواد إغاثية، لكنه كان واضحًا في رفضه القاطع، موضحًا أن المساعدات الإنسانية المقدمة حاليًا تأتي من الحكومة السورية ومنظمات محلية مثل الهلال الأحمر السوري.
وأشار عبيدة إلى أنه لا يمكن قبول المساعدات من جهة محتلّة، بقوله: "بعد الاشتباكات في عام 1974، كان لدينا اتفاق معكم. أنتم في مكانكم، ونحن في مكاننا. احتللتم أرضنا، الجولان. كيف يمكنني أن أقبل مساعدتكم؟ أنتم المحتلون. إذا قبلت مساعدتكم، فلن أكترث بالدم الذي أرقتموه".
يُذكر أن الاحتلال الإسرائيلي قد وسع رقعة توغله في محافظة القنيطرة بعد سقوط نظام بشار الأسد، حيث سيطر على المنطقة العازلة واستكمل احتلال قمة جبل الشيخ. وتُعتبر خطوة تقديم المساعدات للسكان واحدة من الاستراتيجيات التي اقترحها "معهد دراسات الأمن القومي" (INSS) في تل أبيب، في محاولة لمزج العمل العسكري باستمالة السكان وتحقيق السيطرة على الأرض.
يؤكد هذا الرفض القاطع للأهالي على تمسكهم بحقوقهم الوطنية وهويتهم أمام محاولات الاحتلال لفرض هيمنته من خلال تقديم المساعدات، مما يسلط الضوء على تعقيدات الواقع الإنساني والسياسي في المنطقة.