الاحتلال يستمر في تجريف الأشجار في محمية جباتة الخشب بالقنيطرة
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ عمليات تجريف واسع للأشجار في محمية جباتة الخشب، الواقعة في منطقة القنيطرة، مما يثير مخاوف كبيرة لدى الناشطين البيئيين والمجتمع المحلي حول الآثار السلبية المترتبة على هذا الفعل الذي يتنافى مع القوانين والاتفاقيات الدولية لحماية البيئة.
تشير المعلومات المتوافرة إلى أن الاحتلال يستهدف مناطق غنية بالتنوع البيولوجي، والتي تعد موطناً للعديد من الأنواع النباتية والحيوانية النادرة. العملية تتضمن إزالة آلاف الأشجار، وبالتحديد الأنواع الأصلية التي تلعب دورًا أساسيًا في الحفاظ على التوازن البيئي. وتؤكد المؤشرات البيئية أن هذه الخطوات ستؤدي إلى تدهور جودة الهواء والتربة، إضافة إلى تأثيرها السلبي المباشر على الحياة البرية في المنطقة.
وعبّر عدد من الناشطين البيئيين عن قلقهم من هذا التوجه، موضحين أن محمية جباتة الخشب تعتبر إحدى الجواهر الطبيعية المهمة في سوريا، وتلعب دوراً حاسماً في حماية النظام البيئي. وقد دعوا المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان إلى التدخل العاجل لوقف هذه الانتهاكات وحماية هذه البيئة الغنية.
من جانبهم، تصاعدت أصوات المجتمع المحلي، حيث أكد بعض السكان أن عمليات التجريف تعكس سياسة ممنهجة تهدف إلى السيطرة على الموارد الطبيعية واستغلالها بشكل يتجاهل الحقوق الإنسانية والبيئية. كما أكدوا على ضرورة توثيق هذه الانتهاكات من أجل الضغط على الجهات ذات الصلة لاتخاذ خطوات فعالة وملموسة لوقفها.
تداعيات هذه الإجراءات قد لا تقتصر على الأبعاد البيئية فحسب، بل تمتد لتشمل الأبعاد الاقتصادية، حيث يعتمد العديد من المواطنين على الغابات كمصادر للعيش والنشاطات الزراعية. وفي الوقت الذي يتزايد فيه الحديث عن ضرورة الحفاظ على البيئات الطبيعية في جميع أنحاء العالم، يأتي الاحتلال الإسرائيلي ليضرب بعرض الحائط تلك المبادئ والقيم، مما يوجب على المجتمع الدولي التحرك.
ختامًا، تبقى الأنظار متوجهة نحو محمية جباتة الخشب، بانتظار مزيد من الإجراءات الفعالة لحماية هذا المعلم الطبيعي من المخاطر التي تهدد استمرارية وجوده.