اللاجئون السوريون في تركيا .. ما هو مصيرهم ..؟
<p><span style="color: rgb(247, 247, 247); background-color: rgb(231, 99, 99);">قاسيون ـ يشار كمال</span><br></p><p>لا يمكن تجاهل النقاش الحامي ، الذي ثار مؤخرا عن مصير اللاجئين السوريين في تركيا ، في أعقاب الأحداث المؤسفة التي حدثت في أنقرة ، بالإضافة إلى عمليات التحريض التي تقودها قيادات في المعارضة التركية ، حيث أن كل ذلك يفرض علينا أن نسأل عن مصير اللاجئين السوريين في تركيا ، وهل من الممكن ترحيلهم أو التضييق عليهم ، كما هو منتشر بكثرة من تحليلات على وسائل التواصل الاجتماعي ...؟
</p><p>رسميا ، لاتزال الحكومة التركية تؤكد على الاستمرار في حسن استضافتها للاجئين السوريين ، والتزامها بجميع المواثيق الدولية ، التي تدعو إلى عدم ترحيل أي لاجئ إلى منطقة نزاع ، قد تعرض حياته للخطر .
</p><p>لكن على الجانب الآخر ، وبالذات الشعبي ، لا أحد يستطيع أن ينكر بأن هناك حالة احتقان ، تم تغذيتها من قبل أحزاب المعارضة ، في إطار منافستها للحزب الحاكم ، من أجل الاستحواذ على أكبر قدر ممكن من أصوات الناخبين في أي انتخابات قادمة .
</p><p>بدون شك ، أن الصورة السابقة لحالة الموقف التركي تجاه اللاجئين السوريين ، بشقيه الحاكم والمعارض ، باتت معروفة للجميع ولا يوجد أي زيادة عليها ، مما يتم تداوله من إشاعات عن تغير الموقف الرسمي من مسألة السوريين ..
</p><p>لكن هذا لا يمنع أن نتساءل كسوريين عن مصيرنا في هذا البلد ، سيما وأن أحدا لم يتحدث على الإطلاق من كل المسؤولين الأتراك ، لا سابقا ولا لاحقا ، بأن إقامة السوريين سوف تكون دائمة في تركيا .. بل كان هناك تأكيد على الدوام بأن السوريين ضيوف ، ويجب أن يعودوا إلى بلادهم عندما تصبح آمنة ..
</p><p>وهذا يفرض علينا كسوريين ، أن نبحث من الآن وصاعدا عن أفق جديد لحياتنا ، وأن لا نعتمد على الحظ والصدفة والمجهول وساعة الصفر .. والأهم من كل ذلك أن لا ننقاد إلى ردات الفعل التي يريدنا البعض أن نقع فيها في تركيا ، بل أن نحترم سياسة البلد التي فتحت لنا أبوابها ، ولم نشعر فيها إلا وكأننا في وطننا وبين أهلنا ، وبالتالي أن نلتزم بالقوانين ، وأن نبتعد عن كل ما من شأنه أن يعرض وجودنا للخطر في هذه الدولة .
</p><p>وأخيرا ، لا بد من القول أن مناطق الشمال السوري المحرر ، يمكن أن تكون مكانا آمنا للكثير من السوريين ، في حال توجهت أنظار الدول الكبرى إليه ، ودعمت الأمن والاستقرار فيه ، بالإضافة إلى دعمه بالمشاريع والاستثمارات الاقتصادية ، والتي من شأنها أن تدفع الكثيرين للعودة إلى تلك المناطق ..
</p><p>في الحقيقة ، لا أحد ينكر ، أن ما يمنع عودة السوريين إلى هذا الشمال ، هو الظروف الأمنية بالدرجة الأولى ، وثانيا الظروف الاقتصادية .. وهذا الأمر ليس من مسؤولية الدولة التركية لوحدها ، وإنما لا بد أن تشارك فيه الدول الكبرى وكل من ادعى صداقة الشعب السوري الثائر ..
</p><p>وكلنا يقين ، بأن الأفق أمام السوريين ، ليس بهذه السوداوية التي يصورها البعض ، بل هناك الكثير من الفرجات ، التي قد يكون إحداها العودة إلى مناطق الشمال المحرر .. الأمر قد يبدو صعبا للوهلة الأولى بالنسبة للكثيرين ممن اعتادوا العيش بعيدا عن فقدان الأمن لعدة سنوات ، لكن قد يكون ذلك الأقل الأضرار ، بالقياس إلى الخيارات الأخرى .</p>