خيارات الحرب والسلام في الشمال السوري في ظل تصعيد النظام وروسيا
<p><span style="color: rgb(247, 247, 247); background-color: rgb(231, 99, 99);">قاسيون ـ يشار كمال</span><br></p><p>تزداد حدة الاعتداء على مناطق الشمال السوري ، من قبل روسيا والنظام وقوات سوريا الديمقراطية ، كلما انشغلت تركيا بمشاكلها الداخلية ، الناتجة في الآونة الأخيرة ، عن تراجع سعر صرف الليرة التركية ، والتي أدت بالفعل إلى نوع من الانكفاء على حل هذه المشاكل ، كأولوية على أي شيء آخر .
</p><p>وعدا عن ذلك ، فإن المشهد الدولي ، وبالذات الأوروبي ، يزداد عداء يوما بعد آخر اتجاه تركيا ، الأمر الذي يزيد من حدة الضغوط التي يتعرض لها هذا البلد ، والتي تؤثر بمجملها على الموقف من القضية السورية ، والشمال السوري على وجه التحديد .
</p><p>لكن كل ذلك ، لا يلغي بأن تركيا ، لاتزال تقف سدا منيعا في وجه كل المحاولات الرامية إلى إثارة الفوضى في الشمال السوري ، بهدف إعادته إلى سيطرة النظام ، أو منع أنقرة من جهة ثانية ، من أي محاولة لفرض سيطرتها على مناطق أخرى في هذا الشمال ، لإبعاد خطر ، تنظيم "بي كي كي " الإرهابي عن حدودها الجنوبية .
</p><p>وفي هذا السياق ، يمكن القول إن طبول الحرب لم تهدأ أو تسكت في الشمال السوري ، كما يعتقد البعض من هذه الأطراف ، التي تنتظر زعزعة الاستقرار في تركيا .. وكل ما يحصل ليس أكثر من مناوشات ومحاولات إزعاج ، لا يمكن أن يتلوها خطوات عملية على أرض الواقع ، ولو كان بإمكانها ذلك لكانت قد فعل منذ وقت طويل .
</p><p>بناء عليه ، يحاول النظام السوري الاستمرار في سياسته الإجرامية ، في القتل والتدمير ، بينما على الجانب الآخر ، فقد أثبتت التجربة بأن قواته أضعف وأجبن من أن تخوض قتالا لوحدها على الأرض ، وهو ما أثبتته التجربة ، طوال السنوات العشر السابقة .. فلو التدخل الروسي والميليشيات الإيرانية التي ساعدته ، لما كان موجودا الآن في الحكم .
</p><p>أما روسيا التي تساعد النظام في تنفيذ القصف الجوي لمناطق في إدلب ، فهي لا يمكن أن تذهب أبعد من ذلك ، نظرا للاتفاقيات الموقعة مع تركيا ، والتي تمنعها من القيام بأي عمل عسكري على الأرض خارج عن سياق التفاهمات المرسومة بين البلدين .
</p><p>إذا ، السؤال الذي يطرح نفسه ، ما هو مستقبل الصراع في الشمال السوري ، في المرحلة القادمة ..؟
</p><p>في الواقع ليس من السهولة الإجابة على هذا السؤال ، دون الأخذ بالحسبان ، قوة الجيش الوطني السوري في الداخل ، فهو في النهاية المعول عليه في حماية مناطقه ، ورد أي عدوان على الأرض .. ويأتي بالدرجة الأهم ، الدعم والموقف التركي ، الذي لا يزال مستمرا وراسخا ، بغض النظر عن حالات انشغاله بمشاكله الداخلية ، فهذا الموقف مبني على أسس استراتيجية لا يمكن التنازل عنها ، وهي إبعاد خطر التنظيمات الإرهابية عن الحدود مهما كلف الأمر ..
</p><p>ومن جهة ثانية ، فإن تركيا تسعى لحل مشكلة اللاجئين السوريين على أراضيها ، وهذا الأمر لن يتحقق دون الاستقرار في الشمال السوري ، والسيطرة على المزيد من المناطق التي تسمح بعودة أكبر عدد من هؤلاء اللاجئين في غضون العام القادم ، كما هو مخطط ..
</p><p>نود في النهاية القول ، إن الشمال السوري بات أمرا واقعا لا يمكن لأي قوة في العالم أن تتجاهله أو تقفز عليه ، إلا في حالة واحدة ، وهو رحيل هذا النظام والتوصل لحل سياسي يعيد الاستقرار والعدالة إلى سوريا .
</p><p><br></p>