تطلعات الشارع السوري لمجلس الشعب الجديد: بين الأمل والتحديات

بعد عقود من الحكم الاستبدادي، يشهد الشارع السوري تحولاً تاريخياً مع تشكيل مجلس شعب جديد، يمثل بارقة أمل نحو مستقبل ديمقراطي. ففي الماضي، كان مجلس الشعب مجرد أداة في يد النظام البائد، لا يعكس تطلعات الشعب ولا يمثل مصالحه الحقيقية. أما اليوم، وبعد التضحيات الجسام التي قدمها الشعب السوري، يتطلع المواطنون إلى مجلس شعب يعبر عنهم بصدق، ويساهم في بناء سوريا الجديدة.
منذ أكثر من ستين عامًا، اعتاد الشارع السوري على استقبال موسم انتخابات مجلس الشعب بنوع من اللامبالاة والشك، فكانت المناقشات تدور حول المرشحين، ولكن مع إدراك الجميع أن المجلس ليس إلا واجهة شكلية للنظام البائد، ولا يملك أي سلطة حقيقية في صنع القرار.
كان النظام البائد يختار أعضاء المجلس بعناية، لضمان ولائهم المطلق وتنفيذ أجندته دون أي اعتراض.
أما الآن، وبعد سقوط النظام البائد، تغيرت المعادلة، وأصبح الناس ينظرون إلى مجلس الشعب بأمل جديد، بغض النظر عن انتماءات أعضائه السياسية أو الاجتماعية.
يتطلعون إلى أن يمثلهم المجلس تمثيلاً حقيقياً، وأن يعبر عن همومهم ومشاكلهم، وأن يعمل على تحقيق مطالبهم المشروعة في الحرية والعدالة والمساواة.
ومع الإعلان عن التشكيلة الجديدة لمجلس الشعب، بدأت التساؤلات تدور في أذهان الناس: من سيكون ممثلنا في المدن والمحافظات السورية؟ من سيحمل صوتنا إلى قبة البرلمان؟ من سيعمل على تحقيق أحلامنا في بناء سوريا الغد؟
ففي مدينة حلب، على سبيل المثال، أعلن محمد ربيع الإبراهيم ترشحه لعضوية مجلس الشعب، وبعد الاطلاع على حملته الدعائية، تبين أنه يطرح مجموعة من البنود التي تلامس هموم الشارع، مثل حرية التعبير، ودعم الجمعيات والنقابات، وتمكين المرأة، والحديث عن المرحلة الانتقالية. هذه البنود، التي لم نعتد على سماعها في السابق، تعكس تحولاً في الخطاب السياسي، وتوحي بأن هناك رغبة حقيقية في التغيير.
يتطلع الشارع السوري بجميع أطيافه إلى أن يكون هذا المجلس بداية لمسار ديمقراطي حقيقي، مسار طالما حلمنا به وطالبنا به على مدى عقود. مسار يضمن مشاركة جميع فئات الشعب في صنع القرار، ويحمي حقوقهم وحرياتهم، ويؤسس لدولة القانون والمؤسسات.
ولكن، لا يزال الطريق إلى الديمقراطية محفوفاً بالتحديات، فمجلس الشعب الجديد يواجه العديد من العقبات، مثل الانقسامات السياسية، والتدخلات الخارجية، والأوضاع الاقتصادية الصعبة. كما أن هناك قوى تسعى إلى عرقلة عملية التحول الديمقراطي، والحفاظ على الوضع الراهن.
لذلك، يجب على أعضاء مجلس الشعب أن يتحلوا بالشجاعة والإرادة، وأن يكونوا على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقهم. يجب عليهم أن يعملوا بجد وإخلاص لخدمة الشعب، وأن يضعوا مصلحة الوطن فوق كل اعتبار. يجب عليهم أن يكونوا صوت الشعب، وأن يعبروا عن همومه ومشاكله، وأن يعملوا على تحقيق مطالبه المشروعة.
إن نجاح مجلس الشعب الجديد في تحقيق تطلعات الشعب السوري، سيمثل خطوة كبيرة نحو بناء سوريا الجديدة، سوريا الديمقراطية الحرة، سوريا التي يحلم بها جميع السوريين.