إصلاح الائتلاف الوطني السوري
<p><span style="color: rgb(247, 247, 247); background-color: rgb(231, 99, 99);">قاسيون ـ يشار كمال</span><br></p><p>تتوجه الأنظار في تموز القادم ، نحو الانتخابات في الائتلاف الوطني السوري ، والتي من المتوقع أن تنتج رئيسا جديدا له ، غير الدكتور نصر الحريري ، الذي أعلن قبل أيام عدم نيته الترشح لمنصب الرئيس .
</p><p>إلا أن اللافت هو عدم المبالاة تجاه هذا الحدث من قبل من ينتمون للثورة السورية ، ما يعطي مؤشرا عن تراجع مكانة مؤسسات المعارضة بالنسبة لهم ، لأسباب لم تعد خافية على أحد .. أبرزها ، الصراعات على المناصب داخلها ، وغياب حسابات الفاعلية في الأداء بالاعتماد على جمهور الثورة .
</p><p>لكن ، مهما يكن ، يبقى الأمل معقودا على مؤسسة الائتلاف الوطني السوري ، باعتبارها حائزة على الاعتراف الدولي ، كممثل شرعي وحيد للثورة السورية ، بأن تعود إلى ممارسة دورها ، والاستفادة من تجارب المرحلة السابقة ، وثم نفض كل الغبار الذي علق بها ، والإنطلاق نحو مرحلة جديدة من العمل ، قائمة على التمثيل الحقيقي والفعلي لمطالب الشعب السوري .. فكيف يكون ذلك ..؟
</p><p>بداية ، لا بد من انتقال هذه المؤسسة إلى الداخل السوري مع كافة أجهزتها ، وبالذات الحكومة المؤقتة ، والعمل من هناك على ترتيب أوضاعها ضمن جمهورها ، وأن تتولى بنفسها الإشراف على قيادة العمل المدني والعسكري ، كما لو أنها دولة تدير شعبا ، إلى حين انفراج الأوضاع في سوريا ، وسقوط هذا النظام المجرم .. وسوى ذلك فإنها سوف تظل رهينة لتجاذبات الدول ، ومثار اتهام دائم بأنها لا تعبر عن مصالح الفئة التي تمثلها .
</p><p>ثانيا ، تحتاج مؤسسة الإئتلاف إلى شخصية قيادية ترأسها ، تحظى بإجماع وقبول من أكبر فئة من الشعب السوري الثائر ، وأن يكون لديه صلاحيات كبيرة في إدارة شؤون المناطق المحررة ، مثله مثل أي رئيس دولة .. بمعنى أن يستمد قوته من الداخل ، لأن ذلك سوف يعطيه قوة في الخارج ..
</p><p>ولنا في ذلك الكثير من الأمثلة ، عن قيادات معارضة في العديد من الدول، تعامل في الخارج كما لو أنها قيادات مستقبلية لدولها .. وذلك بفضل ما تمتلكه من سيطرة وقوة تمثل لجمهورها ..
</p><p>أما ثالثا والأهم ، فهو مسألة التمويل الذاتي .. لأن ذلك من أبرز أسباب رهن القرار السيادي والسياسي للمعارضة ، والذي لعب في الفترة الماضية دورا كبيرا في ضعفها وشرذمتها ..
</p><p>وهنا إذا أردنا نغوص أكثر في غمار هذه النقطة ، فإن مؤسسات المعارضة يجب أن تضع نصب أعينها ، المقولة الشهير والمعروفة : " من يمول هو الذي يوجه" ، وبالتالي يفترض عليها أن تبحث عن طرق تمويل ذاتية وطنية ، سواء عبر رجال الأعمال أو عبر فتح صندوق تبرعات دائم من قبل جمهور الثورة في الخارج ، وبمبالغ بسيطة ، ومثلما تفعل الكثير من المعارضات حول العالم .. وهي خطوة يمكن أن تظهر نتائجها سريعا ، إذا أحس السوريون بأن هذه السلطة تعبر بالفعل عن مصالحهم وتسعى للخلاص من هذا النظام بشكل جدي وعملي ..
</p><p>ويمكن كذلك الاعتماد على الإيرادات من المناطق المحررة ، عبر فرض سياسة ضريبية معقولة ، والاستفادة ماليا من خدمات البنية التحتية التي ستقدمها ، والمشاريع التي ستطلقها ..
</p><p>باختصار ، بعد مرور أكثر من عشر سنوات على الثورة السورية ، حان الوقت لأن يفكر الائتلاف بعقلية الدولة وليس بعقلية المؤسسة المؤقتة .. فكل المؤشرات تدل على أن الأزمة السورية سوف تطول كثيرا ، ومن غير المعقول أن يترك أهلنا في الشمال السوري المحرر ، عرضة للقيادة من قبل فصائل عسكرية ، أو مجالس محلية لا تملك القدرة والصلاحيات والإمكانيات الكافية للقيام بدورها ..
</p><p><br></p>