لماذا قررت إسرائيل الآن توتير الوضع في الأراضي الفلسطينية ..؟
<p><span style="color: rgb(247, 247, 247); background-color: rgb(231, 99, 99);">قاسيون ـ يشار كمال</span><br></p><p>يذهب البعض إلى أن عدم حصول بنيامين نتنياهو على الأصوات الكافية في الانتخابات لتشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة ، هو من دفعه لتوتير الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، وذلك من أجل أن يعطل تشكيل هذه الحكومة ويبقى في السلطة أطول فترة ممكنة ، منعا لمحاكمته ، حيث يواجه تهما كثيرة بالفساد .
</p><p>غير أن البعض يرى أن هذا ليس سببا كافيا أو معقولا ، لكي يفتح نتنياهو حربا ، قد لا يستطيع السيطرة عليها في المستقبل ، وهذه الحرب بحسب مجرياتها حتى الآن ، تظهر بأن القوى الفلسطينية المتواجدة في قطاع غزة ، لم تستكن لهذا العدوان ، وإنما ردت عليه بقوة ، وزعزت المناطق الإسرائيلية وأجبرت سكانها على الهروب إلى الملاجئ لأول مرة منذ عشرات السنين، بالإضافة إلى تعطيل حركة الملاحة الجوية في عدد من المطارات الإسرائيلية .. وكلنا يعلم أن هذا الأمر بالنسبة للعدو الإسرائيلي ، يعتبر خسارة كبيرة للرأي العام .. فهل هذا يعني بأن نتنياهو ، شأنه شأن الزعماء العرب ، يفعل ما يشاء من أجل أن يبقى رئيسا للحكومة ، ولو كان ذلك على حساب مستقبله السياسي والرأي العام في بلده ..؟!
</p><p>في الواقع ، من يتتبع مجريات الأحداث في المنطقة منذ تولي الرئيس جو بايدن السلطة في أمريكا ، مطلع العام الجاري ، سوف يقع على سبب جوهري ، هو الذي دفع نتنياهو للقيام بهذه المغامرة غير المحسوبة ، وذلك بعد أن باءت كل محاولاته بالفشل ، لإقناع الإدارة الأمريكية الجديدة بعدم عقد أي اتفاق مع إيران في ملفها النووي .. ومع تقدم هذه المفاوضات والتوصل إلى ما يشبه الاتفاق بين مجموعة الدول الست الكبرى وإيران ، بدأت اسرائيل تشعر بأن الأمر أخذ يخرج من يدها .. لهذا هي تريد أن تلفت الانتباه من جديد وتجبر أمريكا على لعب نفس الدور الذي كانت تلعبه في عهد الرئيس دونالد ترامب ، من وضع إيران باستمرار تحت الضغط والتهديد .
</p><p>والمتتبع للموقف الأمريكي الحالي مما يجري في الأراضي الفلسطينية ، لا بد أن يلمس بأن أمريكا تعي تماما ما تسعى إليه إسرائيل وهو توريطها في حرب مفتوحة مع إيران ، لهذا وجدنا الرئيس جو بايدن ، يتخذ موقفا غريبا من الأحداث ، وهو إعلان عدم رغبة بلاده في التدخل في هذا الصراع ، ثم دعا الطرفين للتهدئة ووقف العمليات العسكرية ، دون أن يكون هناك موقف داعم بالكامل لإسرائيل ، كما جرت العادة أمريكيا .
</p><p>وبناء عليه ، نستطيع أن نستنتج بأن العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية ، هو ليس إلا ورقة ضغط على إدارة الرئيس الأمريكي جون بايدن واختبار مدى ولائها لإسرائيل ، في مواجهة الأخطار التي تتهددها من إيران .. وإضافة لذلك ، هذا العدوان هو محاولة لثني أمريكا عن التخلي عن موقفها ، بالإنسحاب من مشاكل الشرق الأوسط والتفرغ لمواجهة الصين وروسيا ، استمرارا لسياسة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما ، والتي قطعها الرئيس ترامب وأعاد الاهتمام الأمريكي للمنطقة من البوابة الإسرائيلية فقط .
</p><p>لهذا ، تشعر إسرائيل بالخطر من هذا الانسحاب الأمريكي ، لأنه يعني تركها لمواجهة خصومها في المنطقة لوحدها ، بينما أعلنت أسرائيل أكثر من مرة أنها غير قادرة بمفردها على مواجهة هذا الكم من الأعداء الذين يتربصون بها ، بحسب ما تدعي ، وبالتالي لا بد من إيجاد طريقة على إجبار أمريكا على إعادة حساباتها الدولية والإقليمية ، فلم تجد سوى الاعتداء على الأراضي الفلسطينية ، الحلقة الأضعف المحيطة بها .. لكن المفاجأة كانت بأن الفلسطينيين ما عادوا لقمة سائغة كما تعتقد ، وإنما ها هم يردون العدوان الإسرائيلي ويدافعون عن أنفسهم بمنتهى البسالة … فهل هذا يعني بأن إسرائيل ورطت نفسها دون أن تحسب لهذا حسابا ..؟!
</p><p><br></p>