الحريق السوري .. متى يطفئونه .. ؟*
قاسيون ـ يشار كمال
من أسهل الأسئلة التي يمكن أن توجه إليك هذه الأيام ، هي عن رؤيتك لمجريات الأمور في سوريا ،لأنك تستطيع أن تتحدث وتتوقع كل الكوارث والمصائب التي تخطر على بالك دون أن يستغرب المستمع من كلامك شيئا .. وحتى في الإجابة على سؤال من أوصل البلد إلى كل هذا الجحيم ، فإنك تستطيع أن تحمل المسؤولية لمن تشاء من الدول بلا استغراب ، بدءا من أمريكا ، ومرورا بكل الأصدقاء والمعارف والجيران والدول العربية الشقيقة والأجنبية الصديقة ، وتلك العدوة ، وكل من مر اسمه على الكارثة السورية ولو من بعيد ..
إلى هذا الحد ، الوضع في سوريا تائه وضائع ، ومشرذم ومتعثر ، ولا يكاد أحد يعرف إلى أين تمضي الأمور وكيف ستنتهي ، بما في ذلك بشار الأسد وإيران وروسيا ..
أكبر مقاربة للوضع في سوريا يمكن أن نقرأه من خلال ما حدث في البوسنة والهرسك .. حيث أن المجتمع الدولي انتظر أكثر من عشر سنوات حتى وضع حدا للمأساة هناك .. وكانت السيناريوهات مشابهة كثيرا لما يجري في سوريا اليوم ، بما فيها مواقف الدول التي تكاد تكون ذاتها ، في إشارة إلى روسيا .. والنتيجة التي وصل إليها المجتمع الدولي حتى اضطر لوضع حد لتلك الكارثة ، كانت القضاء على أي أمل بإقامة تحالف يفصل غرب أوروبا عن شرقها ، وأما الهدف الثاني ، فكان إطلاق إشارة تحذير لكل مسلمي أوروبا الأصليين ، بأن أية محاولة للاستقلال بالهوية الدينية ، سوف تكون نتيجته مدمرة... وهو ما تحقق بالفعل ..
وأما على مستوى سوريا ، قد يكون الثمن المطلوب أكبر من ذلك بكثير ، وهو بكل تأكيد لا يخصها لوحدها وإنما المنطقة بأكملها بما فيها دول الخليج العربي .. لذلك فإننا في كثير من الأحيان ، نتنبأ بأن الأزمة لاتزال في بدايتها ، بالنظر إلى تحركات المجتمع الدولي الخبيثة ، الهادفة لضخ المزيد من الوقود على الحريق السوري .. أما حدود هذا الحريق وأهدافه ، فلا أحد يعلم ما في رأس هذا المجتمع من خطط ومشاريع .. مع التذكير أنهم الوحيدون القادرون على إطفائه ، كما أطفأوا حريق البوسنة والهرسك من قبل ... !!