كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، في تقرير نشر يوم الأحد 6 أبريل 2025، عن خطط الجيش الإسرائيلي لتنظيم جولات سياحية في مناطق سورية محتلة تقع خارج السياج الحدودي، وذلك بالتعاون مع مجلس الجولان الإقليمي. الخطوة، التي وصفتها الصحيفة بالمفاجئة، تتيح للمواطنين الإسرائيليين زيارة أراضٍ سورية خاضعة لسيطرة إسرائيل، في سابقة تثير تساؤلات حول النوايا الحقيقية وراء هذه المبادرة، خاصة في ظل الوضع الأمني الهش في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

وأوضح التقرير أن هذه الجولات، التي تحمل طابعاً سياحياً، ستُنظم تحت إشراف قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي والفرقة 210، وستشمل مناطق لم يكن الوصول إليها متاحاً للمدنيين من قبل. وتشمل الأماكن المستهدفة مواقع طبيعية خلابة ونقاط حدودية حساسة، مثل تلك القريبة من نهر اليرموك والجولان المحتل. وأكدت الصحيفة أن هذه الجولات ستُجرى بموافقة عسكرية صارمة، مع التزام الجيش بتوفير الحماية اللازمة للمشاركين، رغم المخاطر الأمنية المحتملة في المنطقة.

وجاءت هذه الخطوة في وقت تشهد فيه سوريا فراغاً أمنياً كبيراً عقب انهيار النظام السابق، حيث استغلت إسرائيل هذا الوضع لتوسيع توغلاتها العسكرية في الجنوب السوري، بما في ذلك إقامة مناطق عازلة. ويرى مراقبون أن تنظيم جولات سياحية قد يكون بمثابة محاولة لتطبيع الوجود الإسرائيلي في الأراضي المحتلة حديثاً، أو حتى تعزيز السيطرة الرمزية على هذه المناطق تحت غطاء مدني.

في المقابل، أثارت الخطة انتقادات داخلية وخارجية، حيث اعتبرها البعض استفزازاً جديداً ينتهك سيادة سوريا ويتعارض مع القوانين الدولية. وتساءل معلقون في الصحيفة عما إذا كانت هذه الجولات تخفي أغراضاً استطلاعية أو عسكرية، مشيرين إلى أن اختيار توقيتها يتزامن مع تصاعد التوترات الإقليمية. وفي ظل غياب حكومة سورية قوية قادرة على الرد، يبدو أن إسرائيل تسعى لاستغلال الفوضى لفرض واقع جديد على الأرض، مما يعزز مخاوف الأهالي السوريين من تصاعد التدخلات الخارجية في بلادهم.