ذا هيل: نقاش واسع داخل الإدارة الأمريكية حول مصير القاعدة الروسية في سوريا

كشفت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية، في تقرير نشرته يوم الأحد 6 أبريل 2025، عن نقاشات موسعة تجري داخل الإدارة الأمريكية بشأن الموقف من القاعدة العسكرية الروسية في سوريا، وذلك في ظل التطورات السياسية والأمنية التي تشهدها البلاد عقب سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي. ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة أن هذه المناقشات تتناول مستقبل الوجود العسكري الروسي، خاصة في قاعدتي حميميم الجوية وطرطوس البحرية، اللتين تُعدان من أبرز معاقل موسكو في المنطقة.
وأوضح التقرير أن النقاشات، التي شملت وزارة الخارجية والبيت الأبيض، شهدت تبايناً في الآراء، حيث ضغط بعض المسؤولين للمطالبة بإزالة الوجود الروسي كشرط لتطبيع العلاقات مع الحكومة السورية المؤقتة، بينما يرى آخرون أن هذا الوجود قد يكون مفيداً كورقة ضغط في المفاوضات الإقليمية. وأشار إلى أن إدارة الرئيس دونالد ترامب قدمت الشهر الماضي قائمة شروط لرفع العقوبات عن سوريا، لكنها لم تتضمن بنداً صريحاً يطالب بانسحاب القوات الروسية، مما أثار تساؤلات حول الاستراتيجية الأمريكية.
التقرير يأتي في وقت تعيش فيه سوريا فراغاً سياسياً وأمنياً، حيث تسعى روسيا للحفاظ على نفوذها عبر قواعدها العسكرية، التي تُعدّ بمثابة نقطة ارتكاز لها في شرق المتوسط. ومع ذلك، فإن الضغوط الأمريكية والتغيرات في المشهد السوري تضع موسكو أمام تحديات جديدة. ونقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسي أن الإدارة الأمريكية تدرس ما إذا كان استمرار الوجود الروسي يشكل تهديداً أم فرصة لتحقيق أهدافها في المنطقة.
أثار هذا النقاش ردود فعل متباينة داخل سوريا، حيث يرى البعض أن انسحاب روسيا قد يعزز السيادة الوطنية، بينما يخشى آخرون من فراغ أمني قد تستغله قوى إقليمية أخرى، مثل إسرائيل أو تركيا. وفي ظل هذه التطورات، دعا نشطاء سوريون المجتمع الدولي إلى توضيح موقفه من القواعد الأجنبية على الأراضي السورية. ومع استمرار الجدل داخل واشنطن، يبقى مصير الوجود الروسي في سوريا معلقاً بين اعتبارات السياسة الدولية والواقع الميداني المعقد في البلاد.