وكالة قاسيون للأنباء
  • الجمعة, 9 مايو - 2025

كشف: لقاءات سرية بين مسؤولين سوريين وإسرائيليين في أبو ظبي


كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية في تقرير حصري عن عقد ثلاثة اجتماعات سرية بين ممثلين عن الحكومة السورية وإسرائيل في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، وذلك بوساطة إماراتية. تهدف هذه اللقاءات إلى مناقشة ملفات أمنية واقتصادية حساسة تشمل الغارات الجوية الإسرائيلية داخل الأراضي السورية والتعاون الاقتصادي المحتمل.

ووفقًا للصحيفة، جرت الاجتماعات الثلاثة داخل منزل أحد كبار المسؤولين الإماراتيين في أبو ظبي. ركزت المناقشات على التطورات الأمنية على الأرض، بما في ذلك العمليات العسكرية الإسرائيلية داخل سوريا، إضافة إلى استكشاف سبل التعاون الاقتصادي بين الجانبين.

على الرغم من نفي وزارة الخارجية الإماراتية لعب دور الوساطة، أكد الرئيس السوري، أحمد الشرع، وجود محادثات غير مباشرة بوساطة دولة ثالثة، دون تسميتها في البداية. إلا أن مصادر مطلعة كشفت لاحقًا أن هذه الدولة هي الإمارات العربية المتحدة.

وأوضحت "يديعوت أحرونوت" أن الهدف من هذه المحادثات، التي جمعت أكاديميين إسرائيليين سابقين في الأجهزة الأمنية وثلاثة مساعدين مقربين من الرئيس الشرع، هو مناقشة مسائل أمنية بحتة. ووصفت الصحيفة الأجواء التي سادت اللقاءات، مشيرة إلى أن المضيفين الإماراتيين سعوا إلى خلق بيئة هادئة من خلال تقديم المرطبات، بهدف تسهيل الحوار بين الطرفين.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي، رفض تأكيد حضوره للمحادثات، قوله إن "الوسطاء الإماراتيين يتمتعون بالصبر والخبرة المثبتة". وأضاف المصدر أن "هذه كانت مناقشات أولية وغير ملزمة"، مشيرًا إلى أن كلا الجانبين سيقدم تقريرًا مفصلًا إلى قيادته بعد انتهاء هذه الجولة من المحادثات.

وأشارت مصادر الصحيفة إلى أن أعضاء الوفد السوري الستة، الذين حصلوا على إذن رسمي للمشاركة في المحادثات، قدموا صورة قاتمة للوضع الراهن في سوريا، مستعرضين التحديات الأمنية والاقتصادية التي تواجهها البلاد.

وذكرت "يديعوت أحرونوت" أن الوفد السوري طالب بوقف الغارات الجوية الإسرائيلية على سوريا، ومنح القيادة السورية الجديدة الوقت الكافي لترتيب شؤونها الداخلية. كما اشتكى الوفد السوري من العمليات العسكرية الإسرائيلية داخل سوريا، بما في ذلك احتلال تسع قمم تلال ترفض إسرائيل الانسحاب منها. بالإضافة إلى ذلك، أعرب الوفد عن قلقه العميق إزاء الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعصف بالبلاد.

وخلال الاجتماع الأخير، نقل السوريون عن الرئيس الشرع قوله إن سوريا لا مصلحة لها في الصراع مع جيرانها، بما في ذلك إسرائيل. وكشف مسؤولون إسرائيليون أن الرئيس السوري الجديد، على عكس نظام الأسد السابق، يستخدم مصطلح "دولة إسرائيل" بدلًا من "الكيان الصهيوني".

وتأتي هذه الجلسة الأخيرة من المفاوضات بعد زيارة قام بها الرئيس الشرع إلى أبو ظبي في 13 نيسان الماضي. وأكد أحد المسؤولين السوريين أن طرد إيران وعدم السماح لها بالعودة يعتبر دليلًا قاطعًا على مواقف الحكومة السورية الجديدة.

وترى الصحيفة العبرية أن اللقاءات بين الجانبين تهدف إلى مواصلة الحديث والانتقال إلى المسائل الاقتصادية، بما في ذلك خيارات إسرائيل في توفير الخبرة الطبية ودعوة الطلاب السوريين للتخصص في إسرائيل، فضلاً عن مسائل أخرى تهم القيادة والشعب السوري.

كما ناقش الوفدان "هشاشة وضع الدروز في سوريا"، وأكد الوفد الإسرائيلي أن الدولة العبرية لن تتسامح مع الهجمات على الدروز الذين تعتبرهم "إخوتنا في الدم".

ونقلت الصحيفة العبرية عن أعضاء من الوفد الإسرائيلي قولهم إن تصريحات الشرع بأن سوريا لا تسعى إلى صراع مع جيرانها، بما في ذلك إسرائيل، كانت إيجابية، ولكنها غير كافية.

وأشارت "يديعوت أحرونوت" إلى أن خبراء إسرائيليين وسوريين في مجال الدفاع والاقتصاد التقوا مؤخرًا في مؤتمرات دولية عقدت في أوروبا، أعرب خلالها ممثلو الحكومة السورية الجديدة عن "دفئهم تجاه الإسرائيليين"، وهو ما يعكس تحولًا محتملًا في العلاقات بين البلدين.