قوافل المهجرين تنطلق نحو ريفي إدلب وحماة

إدلب/حماة –** شهد اليوم الخميس تحرك قوافل تحمل في طياتها آمالاً متجددة، حيث انطلقت من مخيمات الشمال السوري باتجاه ريفي إدلب وحماة، حاملةً معها مهجرين أنهكتهم سنوات النزوح والبعد عن ديارهم. تأتي هذه الخطوة كإشارة إيجابية، وإن كانت محفوفة بالتحديات، في سياق جهود إعادة إعمار المجتمعات المتضررة وتخفيف معاناة المهجرين.
انطلقت قافلتان منفصلتان من مخيمات "أطمة والكرامة وقاح" بريف إدلب الشمالي، وهما تعجّان بعائلات تتوق للعودة إلى مدينتي "خان شيخون" بريف إدلب الجنوبي و"كفرزيتا" بريف حماة الشمالي. هذه العودة تأتي في إطار جهود تطوعية حثيثة، انطلقت منذ سقوط نظام الأسد، تهدف إلى توفير الدعم اللوجستي ونفقات النقل للعائلات المهجرة التي تعاني من أوضاع معيشية صعبة.
وفي تصريح لموقع تلفزيون سوريا، أكد محمد الخلف، وهو إعلامي إدارة منطقة "خان شيخون"، أن القافلة المتجهة إلى المدينة، والتي تأتي ضمن حملة "عودة الروح إلى الجسد"، حملت 22 عائلة مهجرة من مخيمات الشمال السوري، وذلك بفضل تبرعات سخية من أصحاب السيارات الذين آثروا تقديم الدعم والمساعدة للمحتاجين. وأضاف الخلف أن القافلة الأولى حملت 22 عائلة، بينما القافلة الثانية حملت 66 عائلة، مما يعكس حجم الاحتياج والرغبة الجامحة في العودة إلى الديار.
"عودة الروح إلى الجسد" هي حملة شعبية مباركة أطلقها سكان مدينة "خان شيخون" بهدف المساهمة في نقل العائلات المهجرة إلى المدينة، تزامناً مع بدء عودة ملامح الحياة تدريجياً إليها. هذه المبادرة تعكس روح التكاتف والتآزر التي يتميز بها الشعب السوري في وجه المحن والتحديات.
وبالتزامن مع قافلة "خان شيخون"، تحركت "قافلة العودة" من مخيمات الشمال باتجاه مدينة "كفرزيتا" بريف حماة. وفي تصريح مماثل لوكالة قاسيون، أوضح علي الخلف، رئيس اللجنة المجتمعية الخدمية في مدينة "كفرزيتا"، أن القافلة حملت 24 عائلة مهجرة من المدينة، وتألفت من 35 سيارة. وأشار الخلف إلى أن هذه القافلة هي الثالثة التي تسيّرها اللجنة الخدمية إلى المدينة، قادمة من مخيمات ريف إدلب الشمالي، في خطوة تهدف إلى دعم الاستقرار وإعادة الحياة إلى طبيعتها في المنطقة.
وعلى الرغم من هذه الجهود المباركة وعودة الأهالي المتزايدة، فإن حجم الدمار الهائل الذي خلفه النظام المخلوع في مدن وبلدات ريف حماة يشكل عائقاً كبيراً أمام استقرار العائلات وتسريع عملية العودة. وبالإضافة إلى الدمار المادي، يواجه الأهالي تحديات جمة في توفير الخدمات الأساسية وغياب البنى التحتية، مما يزيد من صعوبة الحياة ويعيق عملية إعادة الإعمار.
وتؤكد وكالة قاسيون على ضرورة تضافر الجهود المحلية والدولية لتوفير الدعم اللازم للمهجرين العائدين، وتوفير الخدمات الأساسية والبنى التحتية التي تساهم في تحقيق الاستقرار والعيش الكريم. كما تشدد الوكالة على أهمية محاسبة المسؤولين عن الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب السوري، وتعويض المتضررين، لضمان تحقيق العدالة والمصالحة الوطنية.
إن عودة المهجرين إلى ديارهم هي خطوة مهمة نحو بناء سوريا جديدة، ولكنها تتطلب جهوداً مضاعفة وتضافر جميع القوى الوطنية المخلصة لتحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة. وتؤكد وكالة قاسيون على استمرارها في تغطية كافة الأحداث والتطورات في سوريا، وتقديم الدعم الإعلامي اللازم لجميع الجهود الرامية إلى تحقيق السلام والازدهار.