بشار الأسد في نظر بوتين
<p><span style="color: rgb(247, 247, 247); background-color: rgb(231, 99, 99);">قاسيون ـ مصطفى بيك </span></p><p>من الملفت حقاً أن يكون زوار رئيس النظام السوري، هم فقط رؤساء الجمهوريات التابعة والملحقة بروسيا الاتحادية، بينما لم يزره خلال السنوات العشر الماضية أي رئيس دولة معتبرة، بما فيها الدول التي ادعت تحالفها مع بشار الأسد، مثل الرئيس الإيراني أو حتى الرئيس اللبناني، الحليف الأبرز لحزب الله، وصاحب الفضل في "ترئيسه" على لبنان..
</p><p>وإذا كان هناك من دلالات لهذا الأمر، فهو يشير إلى أن رؤساء الدول الحليفة لبشار الأسد، لم تعد تنظر إليه وتتعامل معه على أنه رئيس دولة مماثلة، وإنما رئيس منزوع الشرعية والصلاحيات، لهذا هي تترك مهمة التواصل هذه للأجهزة الأدنى، مثل السفراء ورجالات المخابرات، وفي أحسن الحالات قد ترسل له وزير الخارجية.
</p><p>أما لماذا رؤساء الجمهوريات التابعة لروسيا الاتحادية هم الوحيدون الذين زاروه حتى الآن ، يعود السبب، إلى أن الرئيس الروسي بوتين، يريد أن يضع بشار الأسد في صورة موقعه بالنسبة لدولة روسيا، فهذا الأخير لايزال يظن نفسه بأنه حليف لروسيا، ويتعامل في وسائل إعلامه مع بوتين على أنه نظيره الروسي، لذلك هو بين الفترة والأخرى يرسل له هؤلاء الرؤساء التابعين له من أجل أن يتسلى معهم ببعض الاتفاقيات الاقتصادية، ثم من خلالهم يتعرف على ما يجب القيام به في المرات القادمة عندما يلتقي بسيده "بوتين".
</p><p>أي بمعنى آخر، هي دورة تدريبية لبشار الأسد، إذا ما أراد من روسيا أن تستمر في حمايته، وتبقيه في السلطة.. فهي تريد أن تقول له: راقب جيداً هؤلاء الرؤساء الذين يزورونك، وتعلم منهم الكثير من فروض الطاعة، ومن ثم تستطيع أن تقرر، إذا ما كان يرضيك هذا الحال أم لا.. وبعدها لكل حادث حديث.
</p><p>أما بشار الأسد، وكما لاحظنا، لا يهتم لزيارة رؤساء هذه الجمهوريات له، ولم تول وسائل إعلامه الضوء على لقاءاته معهم، بل إنه في حالة الرئيس الأبخازي ورئيس جزر القمر، فإنه ترك أمر الاهتمام بهم، إلى وزير الاقتصاد ورؤساء غرف التجارة والصناعة، وكأنه يدرك بأن هؤلاء الذين يزورونه، ليسوا أكثر من رؤساء شركات لدى بوتين..
</p><p>لذلك يرى الكثير من المراقبين، أن بشار الأسد، ما يزال لا يتقبل هذا الوضع الجديد، إلا أنهم يؤكدون أنه سوف يعتاد مع الأيام على أن يصبح أيضاً مديراً في إحدى شركات بوتين، وجميع هؤلاء الرؤساء الذي زاروه، مروا بنفس الظروف، وبنفس حالة الرفض، لكنهم فيما بعد رضوا بمناصبهم الجديدة، وهو ما يأمل بوتين من بشار الأسد أن يدركه بسرعة، من أجل البدء في المرحلة التالية، وهو ما بعد التبعية لروسيا..</p><p>
</p><p>
</p><p>
</p><p>
</p><p>
</p>