أعضاء لا برلمانيون
قاسيون ـ مصطفى بيك
تنقل وسائل إعلام النظام هذه الأيام ، اعتراضات أعضاء في مجلس الشعب على قرار رفع سعر المحروقات، وتأثير ذلك على أسعار باقي المواد الأساسية .. وتحرص في كل مرة ، وفي أخبار من هذا النوع ، أن تختار ممثلي أحزاب تاريخية كبيرة ، كالحزب الشيوعي ، لم يسبق لأحد أن سمع لها صوتا على الإطلاق في مناقشة أية قضية سياسية .
وإذا كان لهذا الأمر من دلالات ، فإنه يعني إيصال صورة للمجتمع السوري ، بان سقف المواضيع التي يحق لهؤلاء مناقشتها ورفع الصوت حولها ، هو المسائل التي تخص الأسعار والصرف الصحي ، كما ويحق لهم الاعتراض على بعض الخدمات ، كأن يطالبوا وزارة الكهرباء بتقليل ساعات التقنين من عشرة إلى خمسة . وعدا ذلك ، فإنهم لا يتجرأون على مناقشة قضايا الفساد ، بمفهومه الحكومي العام .. فما بالك بالقضايا السياسية .. ؟
والأدهى من ذلك ، أن وسائل إعلام النظام ، وعندما تنقل مناقشاتهم الحامية حول هذه القضايا الخدمية ، تطلق عليهم اسم برلمانيون .. أما عندما يتعلق الأمر بمناقشة مرسوم للرئيس أو التصويت عليه ، يصبح اسمهم أعضاء مجلس الشعب ..
أما النظام ، الذي يسمح بنقل صراخ هؤلاء واعتراضاتهم ، فإنه في المقابل يحرص على أن لا يحقق من مطالبهم شيئا .. من أجل أن يوصل رسالة أخرى للشعب السوري ، وحتى لا يظن بهؤلاء خيرا ، أنه حتى في القضايا الصغيرة ، "غير فالحين" .. وغير مسموح لهم أن يحققوا أي انتصار في أي شيء ..