وكالة قاسيون للأنباء
  • الخميس, 26 ديسمبر - 2024

حلب .. المدينة التي لطالما كرهها بشار الأسد

حلب .. المدينة التي لطالما كرهها بشار الأسد

قاسيون ـ مصطفى الأحمد

يمكن الملاحظة أن مدينة حلب هي آخر من ثار على النظام في سوريا ، وهي أكثر مدينة تعرضت للدمار على يده ، وبصورة انتقامية ، لم يكن الهدف منها إخماد ثورتها ، وإنما تدمير كل معالمها المميزة ، التاريخية والصناعية والتجارة والاجتماعية .

كما أن حلب أكثر مدينة تعرض سكانها للتهجير الداخلي والخارجي ، بنسبة تزيد عن الـ 70 بالمئة ، وأغلبهم لم يسمح لهم بالعودة ، رغم سيطرة النظام عليها منذ أكثر من سنتين ، وعودة الهدوء والاستقرار إليها ، بمساعدة القوات الروسية التي تدير الأمن في المدينة .

وحلب هي المدينة الوحيدة التي سمح النظام بنهب مصانعها وتدميرها وبيعها ، ولم يقم بأي جهد لتوفير الحماية لها ، بل يعتقد الكثيرون بأن أدواته ورجالاته هم من قاموا وبشكل مقصود ، بهذه الأعمال التخريبة بحق الصناعة الحلبية . بينما لم يحدث نفس الشيء في باقي المدن التي ثارت على النظام مثل المدينة الصناعة في حمص والمدينة الصناعية في دمشق ، فهما لم تتعرضان لأي أذى ولم تتعرض المنشآت الموجودة فيهما ، للنهب والتخريب ، على الرغم من أن الأعمال القتالية كانت تجري بالقرب منهما .

وأخيرا ، حلب هي أكثر مدينة رحل عنها أثريائها ورجالات أعمالها ، ويعتقد الكثيرون أن أكثر من 90 بالمئة من الصناعيين الحلبيين ، انتقلوا بأعمالهم بشكل نهائي إما إلى تركيا أو إلى مصر أوالسودان وغيرها من الدول . ولم يتبق اليوم في حلب ، من بين آلاف المعامل والمنشآت والورش ، سوى بضعة مصانع ، لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة ، أغلبها متوقف عن العمل .

ويرى الكثير من المحللين السياسيين ، أن روسيا أدركت بشكل مبكر نوايا بشار الأسد ونظامه ، برغبته بتدمير حلب ، صناعيا وعمرانيا وسكانيا ، لهذا كانت أول مدينة تعيد السيطرة عليها ، بداية العام 2016 ، كما أنها المدينة الوحيدة التي تدار من قبل روسيا ، ولا يسمح لبشار الأسد بزيارتها ، أو لقواته بلعب دور كبير فيها .

كما يرون أن تدمير حلب ومدينة الموصل ، كان مخططا له دوليا ، باعتبارهما أهم مدينتين سنيتين في سوريا والعراق .. ففي حين قامت قوات التحالف الدولي بتدمير الموصل ، فإن بشار الأسد تعهد لوحده بتدمير حلب وتهجير سكانها .

والبعض الآخر ، يتحدث عن سبب الحقد الأسدي على مدينة حلب ، بأنه يعود إلى الدولة الحمدانية التي امتدت إلى الموصل ، والتي كانت الدولة العلوية الوحيدة في التاريخ ، ثم سقطت على يد الفاطميين .

فعلى ما يبدو أن بشار الأسد وطائفته ، لا يزالون ينظرون إلى الحلبيين على أنهم وافدين ، وقد سرقوا منهم دولتهم التاريخية ، التي يجب أن تعود إليهم .

ومهما يكن من شأن هذه التفسيرات التي تتحدث عن سبب الحقد الأسدي على مدينة حلب ، لكن هذا لا ينفي أننا اليوم أمام واقع لا مفر منه ، بأن الصراع الدولي على سوريا ، إذا كان حقيقيا ، فإن حصة حلب من هذا الصراع ، تتجاوز النصف ، إن لم يكن أكثر .