دجاج النظام
<p><span style="color: rgb(247, 247, 247); background-color: rgb(231, 99, 99);">قاسيون ـ مصطفى الأحمد</span><br></p><p>قصة غلاء أسعار الفروج والبيض ، هي باختصار قصة نظام الأسد ، الذي قام ببيع وتأجير أهم مرافق البلد الحيوية وثرواتها الباطنية ، ويحاول أن يقنعنا اليوم أنه يفعل ما بوسعه من أجل مواجهة الحصار الاقتصادي الظالم الذي تتعرض له سوريا ، والتخفيف من معاناة الناس المعاشية .
</p><p>يريد النظام أن يوهم السوريين ، أن المحافظة على قطاع الدواجن وتنميته ، هو أحد أدوات مواجهة الحصار وما يدعيه من حرب كونية يتعرض لها ، بينما كان الأجدى به ، لو أنه حافظ على قطاعات الفوسفات والموانئ والمطارات والسياحة ، التي أعطاها للروس والإيرانيين ، والتي كانت تؤمن للدولة دخلا سنويا أكثر من ثلاثة مليارات دولار .. وهو مبلغ يكفي لأن تحصل كل أسرة سورية على أكثر من ألف دجاجة سنويا ، دونما حاجة لهذه الخطابات وهذه الاجتماعات التي تجري على أعلى المستويات .
</p><p>ويعجبك أكثر عندما تقرأ تصريحات للمسؤولين الكبار التي تصف المشاكل التي تعترض قطاع الدجاج والبيض بالتحديات الكبيرة والصعبة .. فإذا كنتم يا سادة عاجزين عن معالجة مشاكل الدجاج ، فكيف ستحلون مشاكل أكثر من عشرين مليون سوري ، يعيش أغلبهم تحت خط الفقر وبلا أمان ..؟! وكيف للسوري بعد أن يقرأ مثل هذا الخبر أن يشعر بالأمان والاستقرار في ظل حكومتكم ...؟ أم أن الأمر مقصود من أجل "تطفيش" ما تبقى من السوريين ..؟!
</p><p>باختصار ، لم يكن ينقص الاجتماع الذي جرى في وزارة الزراعة برئاسة رئيس الوزراء حسين عرنونس ، وحضور عدد من الوزراء والمسؤوليين الكبار من أجل مناقشة موضوع الدجاج والبيض فقط ، سوى حضور بشار الأسد .. لأن الموضوع جرى مناقشته بنفس الروح والجدية ، التي يناقش بها النظام عادة قضاياه الكبرى .. ومن يقرأ إسهاب المسؤولين في الحديث عن مشاكل الدجاج والبيض ، يخيل إليه وكأنه يقرأ جزءا وافرا من ملحمة حلف الممانعة والمقاومة .. هذا الحلف الذي لم يعرف في تاريخه سوى مقاومة وممانعة شعبه ، والحرص على تجويعه وإذلاله ..
</p><p><br></p><p>
</p>