وكالة قاسيون للأنباء
  • الخميس, 26 ديسمبر - 2024

إيران .. الخطر القادم من الشرق

إيران .. الخطر القادم من الشرق
<p><span style="color: rgb(247, 247, 247); background-color: rgb(231, 99, 99);">قاسيون ـ علي الأحمد</span><br></p><p>كل المعطيات تشير إلى أن إيران هي من تقف خلف محاولة الاغتيال التي تعرض لها رئيس الوزراء العراقي ، مصطفى الكاظمي ، فهي صاحبة المصلحة الحقيقية في إزاحته من على رأس السلطة في بغداد ، وبالذات في أعقاب الانتخابات النيابية ، التي أخرجت أذرعها السياسية والمسلحة من مجلس النواب . </p><p>ويأتي ذلك في أعقاب احتجاجات قادتها أذرع إيران في العراق بهدف التشويش على نتائج الانتخابات النيابية ، عبر المطالبة بإعادتها ، أو إعادة فرز الأصوات ، بينما لم يستجب الكاظمي لهذه المطالب بالشكل الذي تريده إيران ، وهو ما دفعها للتخلص منه ، لأنه سوف يكون حجرة عثرة أمام تنفيذ مشاريعها الرامية للسيطرة ، ليس على العراق فحسب ، وإنما على سوريا ولبنان ، وصولا إلى البحر المتوسط . </p><p>لاشك أن الكاظمي يخوض اليوم معركة حقيقية ، لوقف تمدد طهران في بلده العراق ، وهو من جهة ثانية في موقف لا يحسد عليه ، لأنه جاء في اللحظة التي أحكمت فيها إيران سيطرتها على الكثير من المفاصل الأساسية في البلد ، وبالذات الجيش ، عبر الميليشيات المسلحة ، التي باتت تشكل قوة ضاربة ، تفوق قوة الجيش ذاته ، ونقصد ميليشيا الحشد الشيعي . </p><p>وإذا انتقلنا إلى سوريا ، فالوضع ليس أحسن حالا ، لناحية التمدد الإيراني ، وتخريب بنية المجتمع والاقتصاد على حد سواء .. فقد أيقنت إيران صعوبة تشكيل ميليشيات عسكرية في سوريا ، مشابهة لما فعلته في العراق ولبنان واليمن ، لذلك بدأت تتجه في الآونة الأخيرة إلى السيطرة على المفاصل الحيوية للاقتصاد السوري ، والتي تمس حياة الناس بالدرجة الأولى ، مثل قطاع الكهرباء والاتصالات ، ناهيك عن شراء ممتلكات السوريين ، من العقارات والأراضي ، بدفع من النظام السوري ذاته ، من خلال اختلاق الأزمات المعاشية الخانقة ، لدفع الناس للبحث عن الخلاص بأي ثمن . </p><p>لا نبالغ إذا قلنا ، بأن إيران هي الخطر الحقيقي الذي يتهدد جسد الأمة اليوم ، من المحيط إلى الخليج ، لأن طموحها لن يتوقف عند حدود السيطرة على العراق وسوريا ولبنان ، بل هي لا تخفي أطماعها في التوجه إلى دول الخليج العربية والأردن ، والتمدد في مصر وفي كافة دول المغرب العربي ، انطلاقا من أفكار الخميني ذاته، في بداية الثورة الإيرانية في العام 1979 ، والذي قال صراحة ، بأن جميع الإمبراطوريات الكبرى حكمت المنطقة باسم الإسلام ، في القرون السابقة ، باستثناء الفرس ، وقد حان الوقت لكي يحكموها . </p><p>إذا المشروع الإيراني ، خطير جدا ، وقد حان الوقت الحقيقي للوقوف في وجهه ، ومنعه من المزيد والسيطرة والتمدد على حساب الدول العربية .. وهذا الأمر لن يتأتي سوى من خلال الإحساس بهذا الخطر ، ومن ثم القيام بخطوات عملية من أجل مواجهته . </p><p>الدول العربية ، جميعها اليوم مدعوة لكي تقف في وجه هذا الخطر ، وإلا فإن المياه سوف تظل تجري من تحتها ، لتصحو ذات يوم وتجد نفسها ، وقد فقد السيطرة على دولها وشعوبها . </p><p><br></p>