تركيا وحلم نقل الغاز إلى أوروبا
قاسيون ـ علي الأحمد
بعد فشل عدة مشاريع ، حاولت تركيا من خلالها أن تصبح مركزا لعبور أنابيب الغاز من دول الإنتاج في كازخستان وروسيا والعراق وإيران وقطر عبر سوريا ، إلى دول الاستهلاك في أوروبا ، استطاعت تركيا في العام 2019 أن تطلق مشروعها الخاص والمسمى "السيل التركي" .. والذي يهدف لنقل الغاز عبر الأراضي التركية إلى أوروبا .
وبعد ذلك بنحو عامين ، أعلنت تركيا عن اكتشاف كميات كبيرة من الغاز في البحر الأسود ، بالإضافة إلى قيامها بعمليات تنقيب واسعة في البحر المتوسط ، حيث كانت قد أعلنت أكثر من دولة على البحر ، عن اكتشافات غازية هائلة في مياهها الإقليمية .
وكانت تركيا حاولت خلال السنوات العشر الماضية ، أن تكون مركزا لنقل الغاز إلى أوروبا ، من خلال مشروع خط نابكو ، الذي كان مقررا أن ينقل الغاز الكازاخستاني ، إلا أن روسيا قامت وقبل نهاية المشروع في العام 2013 ، بشراء كامل غاز كازخستان ، مكبدة تركيا خسائر تجاوزت الـ30 مليار دولار .
وقبل ذلك حاولت تركيا أن تمد أنابيب غاز من إيران عبر العراق ، ومن قطر عبر سوريا ، مرورا بالأراضي السعودية والأردنية ، إلا أن المشروع واجه ضغوطات كبيرة من روسيا ، التي أقنعت النظام السوري ، بعدم السماح بمد خط الأنابيب .
و"السيل التركي"، هو مشروع لمد أنبوبين لنقل 15.75 مليار متر مكعب من الغاز سنويا، من روسيا إلى تركيا مرورا بالبحر الأسود.
ومن المقرر أن يغذي الأنبوب الأول من المشروع ، تركيا، والثاني دول شرقي وجنوبي أوروبا.
وتتصارع كل من روسيا والولايات المتحدة الامريكية ، على إمدادات الغاز إلى أوروبا ، حيث تسعى الأولى لأن تكون هي المسيطر على هذه الإمدادات ، واستخدامها للضغط عليها سياسيا ، بينما تحاول أمريكا على الدوام إلى عرقلة جميع المشاريع الروسية الرامية لمد المزيد من خطوط الأنابيب إلى أوروبا ، والتي كان آخر خط السيل الجنوبي عبر البحر الأسود ، والذي منعته أمريكا بعد أن أقنعت بلغاريا بعدم السماح بمد الخط عبر أراضيها ، وكان ذلك في العام 2015 ، مقابل مبلغ 2 مليار دولار ، وهو ما دفع الروس على الفور ، وكردة فعل ، إلى ضم شبه جزيرة القرم في ذات العام ، ثم إعلان تدخلها في سوريا ، بسبب أن خسائرها من خط السيل الجنوبي بلغت نحو 50 مليار دولار .