من مول التدخل الروسي في سوريا .. ؟
<p><span style="color: rgb(247, 247, 247); background-color: rgb(231, 99, 99);">قاسيون ـ علي الأحمد</span></p><p>لا أحد يستطيع أن يقتنع بأن روسيا تدخلت في سوريا لصالح نظام الأسد ، هكذا لوجه الله تعالى ، ودون أن تقبض أجرا على تدخلها ، أو أن الأجر هو الحصول على قاعدة عسكرية على الأراضي السورية فقط .. فهو أجر زهيد مقابل التكلفة الباهظة التي دفعتها روسيا في سوريا ، والتي كانت تصل في بعض الأيام إلى أكثر من 50 مليون دولار بحسب تصريحات روسية سابقة .. ولنا أن نتخيل في هذه الحالة التكلفة الحقيقية بعد عامين من التدخل ..فهل من المعقول أن روسيا دفعت كل هذه المبالغ كرمى لعيون الأسد ومقابل الحصول على قاعدة بحرية ..؟!
</p><p>ومن المعروف أيضا أن روسيا لا تمتلك مصالح استراتيجية فعلية في سوريا ، ولا يوجد هناك ثروات تغريها لهذا التدخل ، وإلا لكان الأولى بها لو تدخلت لصالح نظام صدام حسين أو القذافي .. فلماذا الأسد تحديدا ..؟
</p><p>يتوقع الكثير من المتابعين بأن روسيا لعبت في سوريا دور القاتل المأجور .. فعندما أدرك بشار الأسد بأن حكمه آيل للسقوط في مطلع العام 2015 ، بدأ يشعر بأن المال الذي بحوزته والذي سرقه وأبوه من الشعب السوري على مدى أكثر من أربعين عاما ، وهو يتجاوز الـ 50 مليار دولار ، حان الوقت لاستخدامه من أجل الحفاظ على كرسيه .. لذلك أرسل ابن خاله حافظ مخلوف إلى موسكو للتفاوض مع الروس حول المبلغ الذي يريدونه مقابل حماية النظام ، مع تقديم امتيازات في الاقتصاد وعلى الأرض ، ومنها القاعدة العسكرية في طرطوس بالإضافة إلى التبعية السياسية.. وبناء عليه تم الاتفاق بين الجانبين ..
</p><p>وتشير تقديرات غير رسمية ، بأن تكلفة الحملة العسكرية الروسية في سوريا وبعد عامين من التدخل ، تجاوزت العشرين مليار دولار .. وهو مبلغ لا يمكن لروسيا أن تدفعه مقابل مصالح سياسية .. فما بالك إذا كانت حتى هذه المصالح غير موجودة ..؟!</p>