ما حقيقة استغناء بعض السوريين عن جنة اللجوء الأوروبي ..؟
<p><span style="color: rgb(247, 247, 247); background-color: rgb(231, 99, 99);">قاسيون ـ علي الأحمد</span><br></p><p>الحديث عن عودة سوريين بشكل طوعي من أوروبا ، مستغنين عن جنة اللجوء الأوروبية ، لم يعد حديثا عن حالات فردية ومتفرقة ، وإنما هناك أعداد كبيرة بالفعل ، بعضها يقول إنه دفع أموالا طائلة من أجل العودة إلى تركيا ، أو غيرها من الدول العربية ، بما فيها بعض المناطق الآمنة في سورية ..
</p><p>وفي البحث عن أسباب عودة هؤلاء ، نجد أنها كثيرة ، أبرزها اختلاف العادات والتقاليد والثقافات ، وصعوبة التأقلم والإندماج ، الذي دفع البعض لأن يتخذ قرارا نهائيا بالعودة إلى حيث يتوافق مع حياة أسرته ، متنازلا عن جميع المزايا المالية وغيرها ، التي تقدمها الدول الأوروبية للاجئين .
</p><p>لكن يبقى هذا الكلام عاما ، سيما وأنه لا يوجد إحصائيات دقيقة عن أعداد العائدين ، وظروفهم وخلفياتهم الاجتماعية والثقافية ، لكن الكثيرين يؤكدون بأن هوية العائدين ، هم من مختلف البيئات ، بما فيها المنفتحة ، ما يعني بأن قرار الهجرة من أوروبا لا علاقة له أحيانا بالموقف الديني أو الثقافي من المجتمع الأوروبي .
</p><p>وطبعا هذا لا يلغي أو يقلل من أهمية المزايا الأخرى في أوروبا ، كالتعليم والصحة ورعاية الأطفال ، والتي تجبر اليوم الكثير من اللاجئين السوريين على الاستمرار في الإقامة في أوروبا ، متحملين كل الظروف الصعبة التي يواجهونها هناك ، بحجة تأمين مستقبل أولادهم على الأقل ، بعد أن ضاع مستقبلهم .
</p><p>أعتقد كخلاصة للكلام السابق ، أن الكثير من السوريين ، ومن جيل الآباء على وجه الخصوص ، سوف يعودون إلى سوريا ، إذا ما استقرت الأوضاع الأمنية فيها ، وحدث تغيير مهم على الصعيد السياسي ، وتبقى المشكلة في جيل الأبناء الذين نشأوا وترعرعوا في أوروبا ، فهؤلاء هناك شك أن يعودوا، وحتى لو عادوا ، فإنهم لن يستطيعوا البقاء فيها إلا لبضعة أشهر أو حتى لبضعة أيام ..
</p><p><br></p>