الحب الروسي لنظام الأسد
<p><span style="color: rgb(247, 247, 247); background-color: rgb(231, 99, 99);">قاسيون ـ علي الأحمد</span><br></p><p>يشبه النظام السوري في علاقته مع روسيا مراهقي الزمن القديم، عندما كانت تلتقي عينا فتاة بأحدهم، فيعتقد أنها تحبه، ثم يأخذ وينسج القصص الخيالية لأصدقائه عن علاقته بها واللقاءات المتعددة والغمز واللمز وما إلى ذلك.. وهكذا النظام، يظن بأن روسيا هي تلك الفتاة التي أوحت له بالحب، ثم يتحدث في وسائل إعلامه عن مؤشرات الحب الروسي: فهي أرسلت لهم جيشها للدفاع عنهم، وأعطتهم قمحاً مجاناً، وها هي تستورد منهم الحمضيات، إذ تتسائل هذه الوسائل: إلى متى سيستمر هذا الغمز واللمز.. لماذا لا نصارح روسيا برغبتنا بفتح العلاقات التجارية معها ونطلب منهم مساعدتنا في أزمتنا الاقتصادية..؟!
</p><p>هذا السؤال هو أكثر ما يتلعثم به مسؤولو النظام، الذين تورطوا بالحديث عن الحب الروسي، لكنهم يخشون أن يقعوا بنفس المطب الذي وقع به عبد الحليم حافظ في أغنيته "فاتت جنبنا"، وهو أن تكون روسيا، فتاة غانية للعلاقات العابرة فقط.. لذلك يفضلون العيش على الأوهام، حتى لا تكون الحقيقة صادمة..
</p><p>من هذه الأوهام، ما تحدث به وزير اقتصاد النظام مؤخراً، خلال اجتماعه مع أعضاء غرفة تجارة دمشق، إذ طلب منهم التوجه إلى السوق الروسية وفتح العلاقات التجارية بين البلدين استيراداً وتصديراً، والتصدير هو الأهم.. وبحسب ما تسرب من ذلك الاجتماع، يقال أنه حدث ما يشبه العصف الفكري، إذ أبدى الكثير من التجار تحفظهم بالتوجه إلى السوق الروسية بدون أن يسبقه تنسيق حكومي بين الطرفين، وهو ما لا يجرؤ على طلبه نظام الأسد لأنه لم يعد يرى بنفسه حكومة مقابل حكومة بالنسبة لروسيا.. فتهرب الوزير بالحديث عن أنظمة التجارة الحديثة التي تتجاوز حدود الدول، مشيراً إلى أنه في مفهوم اليوم، فإن القطاع الخاص هو الذي يمهد للعلاقات بين الدول.. وهنا سأله أحد التجار: ومن الذي يضمن أن لا يحدث معنا كما حدث مع تجار حلب في التسعينيات، عندما رفضت روسيا تسديد ثمن تجارتهم وحولتهم إلى ديونها على الحكومة السورية..؟!
</p><p>فابتسم الوزير، وقال: روسيا تغيرت كثيراً.. ثم أخذ يعدد مؤشرات الحب الروسي لسوريا وما قدمته خلال الفترة الماضية دعماً لموقف النظام.. ويقال أن الاجتماع انتهى إلى اللاشيء . لأنه كما يقول المثل، "طحان ما بغبر على كلاس"..
</p><p><br></p><p>
</p><p>
</p><p>
</p>