ما الذي يحدث للسوريين في الغربة ..؟*
<p><span style="color: rgb(247, 247, 247); background-color: rgb(231, 99, 99);">قاسيون ـ علي الأحمد</span><br></p><p>أقرأ بين الوقت والآخر، كلاماً لأحد السوريين، يحذر فيه من التعامل مع السوريين في الغربة، بحجة أنهم يسعون لإيذاء بعضهم البعض.. وهو سلوك غريب، لا أدري إذا كان هناك ما يشبهه لدى الشعوب الأخرى.
</p><p>قبل أيام كتب أحدهم على صفحته الشخصية في فيسبوك يقول : "أعيش في مدينة صغيرة في ألمانيا، يتواجد فيها أكثر من 30 عائلة سورية، إلا أنه قلما تجد أسرتين تتواصلان مع بعضهما البعض . بل الغالب على العلاقات بين هذه الأسر، هو العداوة والبغضاء والنميمة، رغم أنهم جميعاً ينتمون لذات الوجع، ولذات الظروف التي شردتهم .
</p><p>فما تفسير ما يحدث بين السوريين..؟، وخصوصاً أن الشكوى ليست جديدة، ولا تخص البلدان الأوروبية، بل هي قديمة، ومنذ بدايات الاغتراب السوري الحديث في السبعينيات من القرن الماضي.
</p><p>ما يثير الانتباه أولاً، أن العداوة، إذا أردنا أن نسميها هكذا، ليست قائمة على تضارب مصالح مادية أو نفعية أو اجتماعية.. بمعنى آخر، ليس كما يوضح الكثيرون في كتاباتهم، بأن السوري لا يريد الخير للسوري الآخر، حتى لا يصبح أفضل منه.. هذا تفسير ساذج ومتسرع للمسألة، لكنه بنفس الوقت يوضح حقيقة الخلاف، الذي هو الإحساس بالتفوق أو التميز عن الآخرين..
</p><p>هناك من يرى أن هذا جزء بسيط من مخلفات حكم البعث لسوريا، الذي كان يسعى على الدوام، لإثارة التفرقة بين أفراد الشعب السوري، في المدينة الواحدة، والطائفة الواحدة، وحتى بين أبناء العائلة أو العشيرة الواحدة.. لذلك نحن نتعامل اليوم مع بعضنا البعض، وفقاً لهذه المحددات، ووفقاً للأفكار المسبقة التي كرسها النظام في نفوسنا عن بعضنا البعض..
</p><p>باختصار شديد، على الرغم من أننا ثرنا على حكم البعث في سوريا، لكننا لازلنا بعثيين.. هذا البعث عالق بنا كـ "القرادة"، صدقنا ذلك أم لم نصدق..
</p><p>لكن الأهم، أن لا ننقل هذه الأمراض لأولادنا، وندعهم يعيشون بدون البعث.. وبعدها نستطيع أن نحكم إن كان السوريون بالفطرة هكذا، أم أنهم غير ذلك..؟!
</p><p><br></p>