وكالة قاسيون للأنباء
  • الثلاثاء, 28 يناير - 2025

شمال غزة: عودة مئات الآلاف من النازحين بعد معاناة طويلة وسط مشاعر مختلطة من الفرح والحزن


تشهد شمال غزة في الآونة الأخيرة عودة مئات الآلاف من النازحين الذين تركوا منازلهم قبل عدة أشهر بسبب الأوضاع الأمنية المتدهورة، حيث تعود الحشود الكبيرة، التي تضم كبار السن والأطفال، إلى ديارها وسط موجة من المشاعر المتنوعة. مع شروق الشمس، تملأ الشوارع بالمارة في طريقهم للعودة إلى الوطن، نابضين بالحياة بعد فترة طويلة من الغياب والانتظار. 


أجرت الفرق الطبية المتخصصة جهوداً جبارة لدعم العائدين، حيث قامت بتقديم الخدمات الصحية والعلاج للراغبين بالعودة. وتعكس هذه المبادرات الرائعة التعاون المجتمعي الرائع بين الأهالي، مما يساعد في تخفيف الضغوط النفسية والجسدية التي واجهها الكثيرون خلال فترات النزاع الشديدة.


وعلى الرغم من أجواء الفرح والسعادة التي سادت بين العائلات لدى عودتهم، إلا أن تلك اللحظات لم تخلُ من مشاعر الحزن بسبب فقدان البعض للأحباء والمفقودين جراء النزاع. يتحدث العائدون عن الأحداث الأليمة التي مرت بهم، لكنها لم تثنيهم عن عزمهم على استعادة حياتهم الطبيعية والعمل سوياً لإعادة بناء وطنهم. 


تتجلى الهوة بين الفرح والحزن في عيون هؤلاء النازحين، حيث يصرون على العودة رغم صعوبة الطرق والأحوال الجوية. فحوالي 17 شهراً من التشتت والجراح تركت تأثيراً عميقاً في نفوس الأسر، لكن حق العودة يمثل بالنسبة إليهم شعاعاً من الأمل في عتمة اليأس. 


بينما يتوافد الناس من جميع الفئات العمرية، يستنشق الجميع هواء مدينة غزة، ويتمنون العودة السريعة لتحقيق حلم العودة الدائم. وفكرة التواصل مع الأحباء عبر التكنولوجيا تبرز كأداة قوية تساهم في تخفيف وطأة الغربة وتربط أفراد العائلة ببعضهم البعض حتى في أصعب الظروف. 


في هذه اللحظة التاريخية، يحمل العائدون معهم آلامهم وأحلامهم، ويعبّرون عن شعورهم بالمشاركة في عودتهم بوصفها عودة إلى الجذور. إن العودة إلى غزة، رغم كل التحديات والمعاناة، تمثل الأمل بالنسبة لهم وبداية جديدة في رحلة إعادة البناء والشفاء الجماعي.