عملية "ردع العدوان": خطوات نحو استعادة الأمل وبناء سوريا جديدة
في ظل تعقيدات الأزمة السورية المستمرة منذ أكثر من عقد، أطلق قائد "حركة أحرار الشام"، عامر الشيخ، تأكيدات حول استمرار عملية "ردع العدوان"، التي جاءت نتيجة للقصف المتكرر لقوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية على مناطق شمال غربي سوريا. وفي كلمة مصورة له، وصف الشيخ هذه العملية بأنها تحمل في طياتها أهدافًا نبيلة، تتمحور حول تأمين عودة المهجرين إلى ديارهم، و"إنهاء حكم الفساد والاستبداد" بهدف بناء سوريا جديدة تتسع لكل أبنائها.
تأتي عملية "ردع العدوان" في إطار سعي فصائل المعارضة لإعادة توسيع "المناطق الآمنة" تمهيدًا لاستعادة مهجرين قد فقدوا معظم مقومات الحياة الأساسية بسبب النزاع المستمر. وهذا يعكس الحاجة الملحة لتحقيق السلام والاستقرار، وهو الهدف الذي تسعى إليه كافة الأطراف المعنية بالصراع.
وفي سياق الخطط العملياتية، دعا الشيخ مقاتلي فصائل المعارضة إلى التعامل برحمة مع المدنيين، مؤكدًا على عدم التعرض إلا لمن يواجهونهم في ساحة المعركة. كانت رسالته تعبيرًا واضحًا عن ضرورة حماية المدنيين وضمان حقوقهم، الأمر الذي يعد خطوة أساسية في أي استراتيجية تهدف إلى تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة تعاني من التوترات المستمرة.
وفقًا لتصريحات الشيخ، يظل أمن السكان المدنيين في مدينة حلب من أولويات "إدارة العمليات العسكرية"، وأشار إلى تعليمات تم إصدارها لضمان الانضباط والاحترام تجاه حقوق المدنيين، مهما كانت أديانهم وطوائفهم. هذا التوجه الإيجابي قد يسهم في بناء الثقة بين السكان المحليين والعناصر العسكرية، الأمر الذي يُعتبر بالغ الأهمية في بيئة مضطربة.
وإظهارًا للتقدم العسكري، أشار الشيخ إلى العمليات التي شهدتها مدينة حلب ونجاح الفصائل في طرد قوات النظام والميليشيات الإيرانية من مناطق استراتيجية، بما في ذلك السيطرة على "الأكاديمية العسكرية" والمنطقة الصناعية في حي الشيخ نجار. هذا التقدم العسكري له دلالات عميقة في توجيه الدعم المستمر للجهود الإنسانية، حيث بدأت منظمات الإغاثة بإطلاق مبادرات تهدف إلى توفير المستلزمات الأساسية للسكان.
وفي خطوة تعكس التزام حكومة "الإنقاذ" بتأمين احتياجات الأهالي، تم اتخاذ قرارات هامة لضمان استمرارية إنتاج الخبز، وذلك بتأمين احتياجات المحروقات للمخابز. كما تم العمل على إعادة تشغيل محطات المياه في مناطق عدة، وهو ما يعد علامة أمل للسكان الذين عانوا من نقص حاد في هذه الخدمات الحيوية.
أيضًا، أوضحت شركة "سيريا فون" للاتصالات عزمها على تحسين خدمات الاتصالات من خلال تركيب أبراج جديدة في عدة مناطق، وهو ما سيساهم في تحسين التواصل والمساعدة على إعادة الحياة الطبيعية إلى المنطقة بشكل تدريجي.
باختصار، تعكس عملية "ردع العدوان" رغبة حقيقية في إرساء دعائم جديدة للسلام والاستقرار في سوريا، لكن تحقيق هذه الأهداف يتطلب تضافر الجهود من جميع الأطراف. إن الأولوية ينبغي أن تظل على حماية المدنيين وضمان عودتهم إلى ديارهم، مع الإشراف على العمل الإنساني الذي يحتاجه هؤلاء المواطنين الذين عانوا كفى طويلاً. إن هذه الفرصة لتغيير المسار ينبغي ألا تُفوت، على أمل أن يتمكن الشعب السوري من استعادة الأمن والازدهار في وطنهم.