وكالة قاسيون للأنباء
  • الخميس, 19 سبتمبر - 2024
austin_tice

18 آذار .. الثورة حق والحق لا يموت

قاسيون ـ فؤاد عبد العزيز


يصادف اليوم الذكرى العاشرة لإنطلاق الثورة السورية ، وفقا لتقويم أهالي حوران ، الذين يعتبرون أنفسهم بأنهم كانوا أول من كسروا حاجز الخوف ، وأول من قدموا الشهداء ، الذين أشعلوا الثورة في كافة أرجاء سوريا ..


واليوم ، وبهذه المناسبة ، انطلقت عدة مظاهرات في محافظة درعا ، تحت شعار "الثورة حق والحق لا يموت" ، وفي مناطق أعاد النظام السيطرة عليها منذ عدة سنوات ، ما يشير إلى أن هذا الشعب ، لا يمكن إعادته إلى حظيرة الأسد ، برغم كل الجهود الإجرامية التي بذلها ، لإطفاء نور الثورة في نفوس الناس ، ولكن دون أن يفلح .


في 18 آذار حدثت المعجزة من وجهة نظر الكثيرين ، فهي المرة الأولى التي يتحدى بها الشعب السوري ، بصدور عارية ، آلة القتل الإجرامية لمخابرات النظام السوري ، ويهزمها ، الأمر الذي عزز الثقة في نفوس الآخرين ، بأن هذا النظام يقوده رجال جبناء ، وكانوا سابقا يستثمرون في خوف الناس ، الذين زرعوه فيهم من أيام حكم حافظ الأسد .


في درعا أيضا ، أثبتت الثورة أنها قادرة على الاستمرار والتحدي ، مهما أعمل بها النظام من قتل واعتقال وتنكيل، ولم تكن أحداث درعا ، مظاهرات عابرة أو طيارة ، وإنما كانت احتجاجا شعبيا شاملا بكل معنى الكلمة ، شارك به كافة فئات المجتمع ، من متعلمين وفلاحين وحتى مسؤولين ، وأغلبهم من المنتسبين لحزب البعث ..


ومن يقرأ اليوم كتابات السوريين من مختلف المناطق ، على صفحاتهم الشخصية في وسائل التواصل الاجتماعي ، وهم يحتفلون بذكراها العاشرة ، سوف يلحظ هذا المعنى الحقيقي للثورة ، وأن ما أوقده أطفال درعا في نفوسهم ، أكبر بكثير مما أوقدته احتجاجات المثقفين .. لأن الثورة على نظام مجرم وقاتل ، بحاجة إلى شجعان وأبطال ، وليس لرؤى وأفكار ..


ولا بد أن نشير إلى أن شعلة الثورة لولا أنها انتقلت إلى شجعان في حمص وإدلب وحماة وريف دمشق .. إلخ ، لكان النظام استطاع محاصرتها وإطفائها في درعا ، لكن صرخات التضامن ، سرعان ما استجاب لها الأحرار في كافة أرجاء سوريا ، فأشعلوها ثورة في كل مكان على هذا النظام القاتل .


المشهد اليوم ، ربما يختصر الكثير من نضالات وعذابات الشعب السوري ، فهم لازالوا تواقون للحرية والتحرر من هذا النظام الديكتاتوري .. وأكبر مثال على ذلك تجدد المظاهرات التي نأمل أن تستمر من أجل أن يرى العالم ، أن ثورتنا لم تكن حربا أهلية وليست ثورة متمردين يحملون السلاح ، وإنما ثورة شعب مسالم ، يريد أن يعيش بأمان وحرية وكرامة ، لا أكثر ولا أقل ..