وكالة قاسيون للأنباء
  • الاثنين, 16 سبتمبر - 2024
austin_tice

قراءة في الاتفاق الروسي التركي حول شمال سوريا

<p><strong>منذ الإعلان عن الاتفاق بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين ، حول شمال سوريا بالأمس ، كثرت التحليلات والقراءات من شتى المشارب ، والتي تراوحت حدتها بين التشاؤم إلى التفاؤل ، ولكل فريق من هؤلاء حججه .</strong></p> <p><strong>المتشائمون ، وجدوا أن الاتفاق يخدم النظام بالدرجة الأولى ، كون الروس ، سوف يعمدون إلى إعادة مؤسسات النظام إلى مناطق شمال سوريا ، بالإضافة إلى أجهزته الأمنية والعسكرية ، بدعوى قدرتهم على ضبط الأمن في المنطقة ، وهو ما يعني عدم قدرة المهجرين من العودة إلى ديارهم .</strong></p> <p><strong>كما رأى المتشائمون بأن الاتفاق يخدم قسد كثيرا ، لأنه يجيز لها المشاركة في الإدارة المدنية ، والإشراف على المناطق ذات الغالبية الكردية ، في مناطق رأس العين وما بعدها شرقا ، وهو ما يعني في النهاية تواجدا للقوات الكردية ، بشكل أو بآخر ، ولو تحت عباءة النظام والروس .</strong></p> <p><strong>أما المتفائلون ، فيرون أن تركيا لن تقبل بأي شكل من الأشكال بتواجد النظام عسكريا في تلك المنطقة بالإضافة إلى تواجد قوات سوريا الديمقراطية ، وأن هدف تركيا في النهاية هو الضغط على الدول الكبرى من أجل إيجاد حل سياسي سريع للأزمة السورية ، ولذلك هي سوف تدفع في المرحلة القادمة ، بقوات الجيش الوطني التابعة لها ، لأن يكون لها دور كبير في إدارة تلك المناطق ، ومراقبة مواقع الاختراق التي سوف تحدث ، وبالتالي هي جاهزة عسكريا ، لتنفيذ أي مهمة ، في حال ظهور أي من محاولة من أي طرف للالتفاف على الاتفاق مع روسيا .&nbsp;</strong></p> <p><strong>ويرى المتفائلون ، أن تركيا من جهة ثانية ، تعمل بمعزل عن بنود الاتفاق ، ومنذ فترات طويلة ، على تهيئة البنية التحتية اللازمة ، من أجل العودة الطوعية للمهجرين على أراضيها إلى مناطقهم ، مشيرين إلى أنها سوف تتوسع في المرحلة القادمة بهذه المشاريع في المناطق التي سوف تخضع لنفوذها بشكل مباشر ، أو عبر قوات الجيش الوطني ، من أجل إقامة المزيد من المشاريع ، التي تسرع من عودة المهجرين إلى داخل سوريا .</strong></p> <p><strong>وعموما ، لا أحد يستطيع أن يحكم على الاتفاق التركي الروسي ، بشكل نهائي ، كون الكثير من بنوده ، وبالذات التطبيقية ، لاتزال غير واضحة ، وخصوصا في مناطق منبج ، وتل أبيض ، التي تحوي قرى فيها خليط من كافة المكونات العرقية ، عربا وكردا وتركمان .. وهذه المناطق ، وبسبب تدخل قوات سوريا الديمقراطية فيها ، وإثارتهم للنعرات العشائرية والعرقية ، وعمليات التغيير الديموغرافي ، فإن أي إدارة قادمة لها ، لا بد أن تأخذ في حسبانها هذا الأمر ، وبأنها من أصعب المناطق التي يمكن إدارتها ، نظرا للحساسية التي ذكرناها سابقا .</strong></p> <p><strong>يبقى أن نضيف ، بأن الوضع السوري بشكل عام ، من المبكر الحكم عليه وفقا لما يتم مشاهدته على الأرض&nbsp; .. لأن نهايات الحروب دائما ، أصعب بكثير من بداياتها .. فقد بأت الثورة السورية بين النظام والشعب السوري ، وانتهت بحرب تدخلت بها كل قوى الأرض الكبرى ..&nbsp;</strong></p> <p><strong>وبحسب مراقبين ، فإن حصة السوريين من هذا الصراع ، هو اللجنة الدستورية فقط ، أما الدول المتدخلة ، فلا احد يعرف حتى الآن حجم حصصها .. ولا نستغرب أن تصل هذه الدول في النهاية إلى اتفاق ، لا تبقي للسوريين من بلدهم أي شيء .. سوى بعض الأوراق المسماة الدستور .&nbsp;</strong></p> <p><strong>قاسيون</strong></p>