ارفعوا الأسعار … ووفروا المواد *
قاسيون ـ شادي شماع
لسان حال أغلب السوريين المقيمين في مناطق النظام ، بات هذا مطلبهم بعد أن تحولت حياتهم إلى جحيم ، وهم يتنقلون من طابور إلى آخر ، بانتظار الحصول على القليل من المواد التي تبقيهم على قيد الحياة ، بينما على الطرف الآخر ، يبدو النظام عاجزا عن إيجاد الحلول ، ويواجه اتهامات بأنه هو من يساعد الفاسدين للمتاجرة بلقمة عيش السوريين ، في إشارة إلى توفر المواد في السوق السوداء بأسعار مضاعفة ، وأحيانا بالقرب من الطابور ذاته .
بالأمس صرح وزير التجارة الداخلية التابع للنظام ، بأن تكلفة سعر ربطة الخبز على الحكومة تبلغ 600 ليرة سوريا ، بينما تبيعها بـ 100 ليرة سوريا ، فتوجهت الدعوات له من كل صوب وحدب ، بما يشبه الرجاء ، أن يرفع ثمن الربطة إلى هذا السعر مقابل توفيرها ، لأنهم يشترونها من البسطات بأكثر من 1000 ليرة .
ونفس الشيء حدث مع الوزير عندما أعلن أن تكلفة استيراد ليتر البنزين على الدولة أكثر من 1300 ليرة ، حيث طالبه العديد من المعلقين ، بأن يرفعوا سعره إلى 1500 ليرة ، لكن المهم توفيره في الأسواق … وعلى ما يبدو أن المشكلة التي يواجهها النظام لا تتعلق بالتكلفة وبرفع السعر بالليرة السورية ، وإنما بصعوبة تأمين العملة الصعبة لاستيراد هذه المواد .. وهو أمر كشف عنه رئيس الوزراء حسين عرنوس ، خلال تقديمه عرضا عن خطط الحكومة في مجلس الشعب قبل عدة أيام ، عندما اعترف بهذا الأمر ، في معرض رده على مطالبة الأعضاء بإلغاء قرار تصريف الـ 100 دولار على الحدود ، كي يدخل السوريون إلى بلدهم ، حيث أشار إلى أن الهدف من العملية هو المساعدة في تأمين حاجة البلد من العملة الصعبة ..
ولعل ذلك يضعنا أمام العديد من التساؤلات ، عن واقع هذه الحكومة وهذا النظام ، الذي قام بالتفريط بمقدرات البلد الاقتصادية للروس والإيرانيين ، بالإضافة إلى صرف احتياطاته من العملات الصعبة ، خلال حربه على الشعب السوري .. ثم ها هو يريد أن يبتز السوريين من جديد في أبسط حاجاتهم الأساسية .. فإلى متى يمكن أن يستمر الوضع على هذا النحو ..؟ وما هي الآفاق المستقبلية التي يعتمد عليها النظام لإعادة عجلة الاقتصاد للدوران ، ودعم خزينة دولته .. ؟
باختصار ، لا يوجد لدى النظام أية آفاق مستقبلية في ظل استمراره في قمع السوريين ، ورفضه للحل السياسي ، ما يعني أن الضغوط الدولية سوف تتزايد عليه ، وبالتالي من يدفع ثمن هذه الضغوط في النهاية هو الشعب السوري … وهذا لا يعني حكما أننا نطالب برفع هذه الضغوط ، وإنما البحث عن آلية جديدة تجبره على الانصياع للقرارات الدولية والالتزام بالحل السياسي ، الذي يمكن أن يعيد للبلد بعض الأمل ، للعودة للحياة من جديد .
لا شك أن الواقع الذي يعيشه الشعب السوري اليوم ، مؤلم جدا ، والمؤلم أكثر هو استمرار هذا النظام على رأس السلطة في سوريا ، لأن ذلك يعني استمرار المعاناة .
ولكل من يسأل عن ضوء في نهاية النفق ، فهو أمر محتوم وإن طال الزمن .. وهذا الزمن يتوقف على السوريين أنفسهم ، الذين يعيشون تحت سلطة هذا النظام ، فهم بيدهم الحل عبر رفض ممارساته الإذلالية بحقهم ، والثورة عليه والإطاحة به .. قد يبدو الحل تعجيزيا أو مثاليا .. لكن للأسف هذا هو الطريق الوحيد للحرية والكرامة ، لمن يبحث عنهما ..