أغنام سوريا وبقرها.. وبشرها
قاسيون ـ شادي شماع
كل شيء يمكن أن يتخيله المرء، إلا أن يكون مصير أغنامه وبقره يشبه مصيره بالضبط.. وهي مصادفة حقيقية سوف نجدها في سوريا عند المقارنة بين الظروف التي تعرض لها البشر والثروة الحيوانية خلال السنوات العشر الماضية.. إذ تشير الأرقام إلى أن أعداد الأغنام في سوريا كان في العام 2011 يقارب الـ 22 مليون رأس وهو نفس عدد سكان في سوريا، أما حالياً فهي في أحسن الحالات لا تصل أعدادها إلى 12 مليون رأس، أي أن 10 مليون رأس هربت خارج البلاد بطرق مختلفة، وهو نفس العدد الذي تم تهجيره من السكان..
أما على مستوى المراعي الطبيعية، تشير الدراسات إلى أن أكثر من 60 بالمئة من هذه المساحات لم تعد صالحة للرعي بسبب ظروف الحرب، وهي تقريباً نفس نسبة الدمار في سوريا.. حتى ظروف القتل والذبح والتهريب عبر الحدود التي تعرضت لها الأغنام، شبيهة إلى حد كبير بالظروف التي تعرض لها البشر..
وبحسب تقارير محلية، فإن "الرعيان" قصدوا بأغنامهم الدول المجاورة بحثاً عن الأمان والاستقرار، بينما في عيد الأضحى الماضي لوحده تم ذبح أكثر من 800 ألف رأس، أغلبها من إناث الغنم..
الشيء الوحيد الذي تميزت به الأغنام، هي الفائدة التي جناها النظام من عمليات تصديرها والبالغة بحسب أرقامه نحو 250 مليون دولار..
أما الشيء الذي تميز به البشر عن الأغنام هو هروبهم إلى أوروبا، وهي الفرصة التي لم تحصل عليها الأغنام بعد، وأقصى مكان وصلته هو الأراضي المقدسة حيث كانت تنتظرها سكاكين حجاج بيت الله الحرام..
بقي أن نختم بالقول، أن الكارثة في سوريا، لم تكن بشرية فحسب، وإنما حيوانية أيضاً.. وهو دليل على أن سوريا أصبحت غابة يريد أن يكون النظام هو الوحش المفترس الوحيد فيها.. بينما إذا تفرقت الغنم قادتها العنز الجرباء، كما يقول المثل.. وهو حالنا..