اللهم لا شماتة بإخواننا في مناطق النظام
قاسيون ـ شادي شماع
شبه مؤكد، أن النظام أصبح مطمئناً إلى أن من لا يزال يحكمهم، لا يمكن أن يثوروا عليه مهما فعل بهم.. حتى لو جوعهم ودخل إلى غرف نومهم، سوف يعتبرون ذلك مساهمة منهم بصمود سيد الوطن.. كيف سيثورون، إذا كانوا بعد خمس سنوات من تقتيل وتهجير أخوانهم وتدمير بلدهم، لا تزال نخبهم تريد أن تضع البوط العسكري على رؤوسها..؟!
لذلك، وداعاً لمن يراهن اليوم على ثورة الجياع.. أقصى ما يستطيعون فعله هو الصراخ وسط لهيب الأسعار التي باتت تكوي جباههم ومؤخراتهم..
اللهم لا شماتة بأخواننا في الداخل، فلكل ظروفه التي منعته من أن يتخذ موقفاً.. لكن كنا نتمنى أن نسمع صراخهم عندما متنا بشتى أنواع الأسلحة، وهُجّرنا ودمرت بيوتنا.. كنا نتمنى احتجاجاً صامتاً منهم عندما مات أهل مضايا من الجوع، وأكل أهل المخيم القطط والكلاب، وهم على بعد عشر دقائق منهم مشياً على الأقدام.. ألم نكن نستحق منهم ولو صرخة واحدة..؟!
ومع ذلك، فإننا نتابع بحرقة، صراخ أخواننا في الداخل وهم يتألمون، ويتحدثون عن معدهم الخاوية، إلا من بعض الحشائش الرخيصة.. كنا نتمنى منكم لو شاركتم بثورتنا وانتفضتم معنا، لكنا اليوم جميعاً أكثر حرية..