وكالة قاسيون للأنباء
  • الخميس, 28 مارس - 2024

عودة الحياة إلى طبيعتها تحت تهديد السلاح

عودة الحياة إلى طبيعتها تحت تهديد السلاح

قاسيون ـ شادي شماع

في بداية الثورة، كان النظام يريد أن يوصل فكرة إلى الإعلام العالمي، بأن سوريا ليس بها ثورة ولا حتى احتجاجات، لذلك حاول مقاومة كل المظاهر بما فيها البسيطة، والتي كانت تشير إلى أن الناس خائفة أو متذمرة أو معترضة على شيء ما..

فإذا أقفلت المحلات التجارية، تنفيذاً لدعوات الإضراب التي كانت تعلنها جماهير الثورة احتجاجاً على العنف، كان النظام يكسر الأقفال ويجبر أصحاب المحال على فتحها، وإذا لم يجد صاحب المحل كان يتركه مفتوحاً وعرضة للنهب والسرقة.

وإذا ما أغلقت الطرق المؤدية إلى المدن الثائرة، كان يجبر وسائل النقل على التحرك في تلك المدن، والرصاص يتطاير فوق رؤوس الناس، فيما كاميرات التلفزيون تلاحقهم وتطلب منهم أن يبتسموا وأن يقولوا أن الحياة طبيعية وكل شيء على ما يرام..

وإذا ما توقف الموظفون عن العمل حفاظاً على حياتهم، بسبب سوء الأوضاع الأمنية في مناطقهم، كان يفصلهم من العمل إذا تغيبوا عنه لمدة تزيد عن 15 يوماً بحسب القانون.. وهو أمر أعطى الحق للنظام بأن يفصل عشرات الآلاف من الموظفين من أبناء المناطق المعارضة، بمن فيهم أولئك الذين لم يكن لديهم أي نشاط معارض للدولة.

هذه الاستراتيجية في التعامل مع الثورة السورية، جعلت عدداً كبيراً من الناس يدفعون حياتهم ثمناً للحياة الطبيعية التي يريدها النظام، ناهيك عن الخسائر الكبيرة في الممتلكات، والتي كانت في مجملها من الأسباب الرئيسية التي دفعت الناس للهروب بأرواحهم خارج البلد.

ومع ذلك لازال النظام يستخدم هذا الأسلوب، غير عابئٍ بأرواح الناس وممتلكاتهم، المهم أن يظهر أمام الرأي العام بأن الحياة عادت لطبيعتها في سوريا، وها هي عجلة الإنتاج بدأت في الدوران..

عزيزي النظام: صدقني أن الناس لن تقتنع أن الحياة عادت إلى طبيعتها في سوريا، وأنك لازلت بالفعل النظام الذي يحكم، إلا عندما تحدث أول عملية اغتيال لشخصية معارضة لك في لبنان، كما كتب حازم صاغية قبل عدة أشهر.. وما عدا ذلك، فإن كل ما تقوم به من عمليات إجبار للناس بأن تعيش حياتها الطبيعية وتحت تهديد سلاحك، لن يكون مؤداه سوى المزيد من الكره لك ولجميع أركان نظامك.