حريق الأسد يطال الجميع
<p><span style="color: rgb(247, 247, 247); background-color: rgb(231, 99, 99);">قاسيون ـ محمد العويد</span><br></p><p> كانت حكومة عطري، رحمها الله، من أكثر الحكومات التي رددت عبارة "لن نسمح بوجود مؤسسات خاسرة بعد اليوم".. ومن مفاعيل هذه التصريحات أن المؤسسات الحكومية الاقتصادية ازدادت جسارة على جيوب المواطنين..!!
</p><p>اليوم تعيد حكومة حسين عرنوس نفس الموال بدون إضافات.. سوى أن الزمن والظروف التي كان "يجعر" بها الـ "عطري"، تختلف جذرياً عن الزمن والظروف التي "يجعر" بها العرنوس، على الرغم من أن الاثنين يحملان نفس موسيقا الاسم ونفس ملامح السماجة.. !!
</p><p>أما بالنسبة لقصة مؤسسات القطاع العام الاقتصادي الخاسرة، فهي لم تعد تثير التعاطف معها كما في السابق.. لأن أغلبها كان يطلق عليها سابقاً أنها مؤسسات خدمية، أي ليس مطلوباً منها أن تكون رافداً رئيسياً لخزينة الدولة، وإنما تحقيق الربح الذي يجلعها قادرة على الاستمرار وتطوير نفسها وخدماتها.. لكن بعد الغزو الأمريكي للعراق وشح الموارد النفطية نتيجة تراجع الانتاج إلى نحو النصف، وضع النظام عينيه عليها، وأطلق عليها تسمية المؤسسات الاقتصادية، في محاولة لاستجرار الموارد منها..
</p><p>الإنكار الذي يمارسه النظام اليوم، وهو يطلب من هذه المؤسسات أن ترفد خزينة الدولة في هذا الوقت بالذات، يتمثل بعدم الاعتراف أن هذه المؤسسات لم يعد لها وجود لا بصيغتها الخدمية ولا الاقتصادية.. بل هي أصبحت أشبه بهياكل عظمية تنتظر من يدفنها أو ينقلها إلى المتاحف..!!، لكنه اليأس هو من يدفع حكومة عرنوس للبحث في الدفاتر القديمة والمهترئة.. وبالتالي عندما تطلب من هذه المؤسسات تحقيق إيرادات لخزينة الدولة، فهي تطلب من فرن الخبز وشركة الكهرباء والهاتف والخزن والاستهلاكية وغيرها من المؤسسات التي لاتزال على قيد الحياة في حدها الأدنى، أن تزيد من ضغوطها على حياة الناس المعيشية..!!
</p><p>الكثير من محللي الداخل الاقتصاديين، يتوقعون هذا التوجه من النظام في المرحلة القادمة.. فهي ورقته الأخيرة في شعاره "الأسد أو نحرق البلد".. فعلى ما يبدو أن الحريق قد وصل هذه المرة، لمن هم حوله..
</p><p><br></p>