مشاريع الديكتاتور
<p><span style="color: rgb(247, 247, 247); background-color: rgb(231, 99, 99);">قاسيون ـ محمد العويد</span><br></p><p>عادة ما يقوم الديكتاتور والمغتصب للسلطة، بعمل مشروع كبير في بداية تسلمه لمنصبه، وذلك كي يعطي شرعية لحكمه.. هكذا فعل جمال عبد الناصر عندما بنى السد العالي في مصر، وحافظ أسد عندما بنى سد الفرات، والسيسي عندما وسع قناة السويس، والقذافي عندما بنى النهر الصناعي “العظيم”، ثم بعد ذلك يظل يجلد الشعب طوال فترة حكمه عبر هذا الإنجاز الذي غالباً ما يكون فاشلاً.. بشار الأسد هو الديكتاتور الوحيد الذي لم يقم بأي مشروع استثنائي، منذ توليه السلطة في العام 2000 وحتى قيام الثورة عليه في العام 2011.
</p><p>وإذا حاولنا أن نستذكر قائمة إنجازاته خلال عشرة سنوات من حكمه، فلن يستوقفنا أي مشروع يمكن أن يخلد اسمه أو يشفع له أمام التاريخ، فلا هو بنى جامعة كبيرة، ولا مكتبة وطنية، ولا مدينة على غرار مشروع دمر في دمشق وحي الحمدانية في حلب، كذلك لم يستصلح أراض جديدة، ولم يبن سدوداً، ولم يشق طرقات جديدة.. حتى أن المدارس التي بنيت في عهده تكاد لا تذكر..!! وهي ظاهرة ملفتة للانتباه وتستحق الدراسة، فهي تعني أحد أمرين، إما أن بشار الأسد كان يشعر في قرارة نفسه أنه شرعي وليس مغتصباً للسلطة..؟!، أو أنه كان يعتقد أنه استمرار لوالده وبالتالي ليس بحاجة لتثبيت دعائم جديدة لحكمه..؟!، وعلى الأغلب أن الخيار الثاني هو الأصح، لأنه ظل يتغنى هو والإعلام بإنجازات والده ويتحدث عنها وكأنها إنجازاته هو، ولم يحاول بشار الأسد أن يحدث قطعاً مع الفترة السابقة، بل على العكس كان في كل مرة يؤكد على هذه الاستمرارية عن والده، وحتى أن الشعب السوري، تعامل معه على هذا الأساس ولم ينظر إليه على أنه فترة حكم مختلفة.. ومما لا شك فيه أنه كان لهذا الأمر انعكاسات سلبية كبيرة على الحياة العامة في سوريا، إذ أن بشار الأسد تعامل مع الشعب السوري، وكأنه من مخلفات ممتلكات والده، فهو أعطى لنفسه مسبقاً أقدمية ثلاثين عاماً، وأخذ يتصرف على هذا الأساس، إلى أن وصل به الأمر إلى تدمير المدن السورية العريقة ومرفقاتها، دون إحساس كبير بالذنب.. ولعله يعتقد أن ذلك ما بناه والده، وبالتالي من حقه تدميره..!!
</p><p><br></p><p>
</p>