وكالة قاسيون للأنباء
  • الخميس, 21 نوفمبر - 2024

وهم إعادة الإعمار

وهم إعادة الإعمار
<p><span style="color: rgb(247, 247, 247); background-color: rgb(231, 99, 99);">قاسيون ـ محمد العويد</span><br></p><p>في معرض إعادة الإعمار الذي يقيمه النظام حالياً، في مدينة المعارض بدمشق، غابت شركات التطوير العقاري وحضرت عوضاً عنها شركات السيراميك وأطقم الحمامات والمطابخ والدهانات ومسكات الأبواب والشبابيك ومواسير المياه والقساطل والبراغي.. فبدا المعرض وكأنه، لا الداعون ولا المنظمون ولا المشاركون ولا الزوار ولا وسائل الإعلام التي تغطي الحدث، مقتنعون أن هذا زمن الإعمار، ولا حتى زمن الإكساء..!!، ليس لأن الحرب لاتزال مستمرة فحسب، بل لأن قسماً كبيراً من الشعب السوري بات على يقين أن سوريا التي يتحدث النظام عن إعادة إعمارها غير سوريا التي عرفوها وينتمون إليها... </p><p>بدون شك، سوريا المدمرة تقلق النظام وتخيفه، شأنه شأن أي مجرم يريد أن يخفي جريمته بعد ارتكابها، حتى لا تكون شاهداً عليه.. إلا أنه في هذا الوقت بالذات، يبدو الحديث عن إعادة الإعمار ضرباً من السخافة، وفيه استفزاز واستهتار بعقول السوريين.. لكن النظام يرمي من خلاله إلى هدفين.. الأول، وهو الهروب إلى الأمام، من أجل استيعاب الاحتقان الشعبي الموالي بسبب طول فترة الأزمة والتكلفة المرتفعة التي يدفعونها وعلى كل المستويات.. فهو وكأنه يريد أن يقول لهم، "خلصت"، لكن بطريقة أخرى... أما الأمر الثاني فهو إرسال "برقية" عاجلة للسوريين المنتظرين على حافة الأمل برحيله، بأنه باق في السلطة... </p><p>باختصار، النظام لن يعيد بناء سوريا، ولو كان على يقين بأنه هو من سيعيد بنائها، لما دمرها.. </p><p><br></p><p> </p><p> </p>