وكالة قاسيون للأنباء
  • الجمعة, 29 مارس - 2024

ما حقيقة مليارات دولارات المعارضة ..؟

ما حقيقة مليارات دولارات المعارضة ..؟
<p> </p><div><span style="color: rgb(247, 247, 247); background-color: rgb(231, 99, 99);">قاسيون ـ محمد العويد</span></div><div><br></div><div>كنت أتحدث قبل فترة إلى شخصية رفيعة في المعارضة السورية، ممن كان في صدارة المشهد السياسي في بداية الثورة السورية، وسألته عن حقيقة ما يثار بأن المعارضة السورية تلقت مليارات الدولارات كدعم ومساعدة من الدول الخليجية والأجنبية، وبأنها بددت هذه الأموال على مصاريف شخصية وشكلية وكرواتب وتذاكر سفر لأعضاء الهيئات السياسية، وكل ذلك كان على حساب توجيه هذا الدعم إلى أهلنا في الداخل من المحاصرين أو المهجرين على الحدود أو في دول اللجوء..<br></div><div>في الحقيقة، لم ينف هذا المعارض وصول أموال كثيرة للمعارضة، لكنه أكد أن ما كان يصل إلى الإئتلاف وقبله المجلس الوطني، كان يخضع لرقابة شديدة من قبل الجهات الداعمة من جهة، ومن قبل مكاتب تدقيق الحسابات الداخلية من جهة ثانية، لافتاً إلى أن هناك حالات قليلة كان يحدث فيها سوء إدارة لهذه الأموال، وليس فساداً، وذلك بسبب صعوبة حصر الأولويات، نتيجة لاتساع المأساة على كامل الأراضي السورية. </div><div>وأكد هذا المعارض، أن الحديث عن مليارات الدولارات مبالغ فيه، ويقصد هنا الائتلاف والمجلس الوطني، لكنه لم يستبعد الرقم، في حال الحديث عن دعم الفصائل المسلحة، والتي كانت تتلقى مساعدات مباشرة من بعض الدول أو الأشخاص، لم يكن بوسع أحد الإطلاع عليها، حسب قوله. </div><div>وفيما يتعلق بتلقي أشخاص في المعارضة السياسية لأموال من بعض الدول، أشار كذلك إلى أن هذا الأمر مبالغ فيه، دون أن ينفي حدوثه، إلا أنه أكد أن مأساة الشعب السوري، وانهيار ثورته، ليس لها علاقة على الإطلاق بفساد مالي أو ما شابه، لأن الموضوع بحسب رأيه، كان خاضعاً منذ البداية لقرار دولي باطني بمنع سقوط هذا النظام، وإنما المطلوب إضعافه فقط، مشيراً إلى أن المجتمع الدولي لو كان جاداً بمواقفه إلى جانب ثورة الشعب السوري، لكان سقط النظام في الأشهر الأولى من العام 2011. </div><div>واعتبر هذا المعارض، أن ما يجري الحديث عنه اليوم من فضائح مالية تخص بعض المعارضين، إنما هو لجعل الشعب السوري الثائر يفقد الثقة بالتغيير، وجعله من جهة ثانية، يتقبل استمرار النظام، على مبدأ أن الجميع فاسدون وأشرار، نظام ومعارضة. </div><div>ورأى هذا المعارض، أن المطلوب منا اليوم ليس فتح الدفاتر الفضائحية والالتهاء بها عن استكمال الثورة، وهو ما يريده النظام، وإنما أن نعيد تنظيم أنفسنا من جديد، وأن نوصل رسالة للجميع أن هذه الثورة لن يوقفها بضعة فاسدين، وإنما هي مستمرة رغم كل ما لحق بها من مصائب، وأننا مصرون على إزالة هذا النظام المجرم، مهما حاولوا إعادة تأهيله. </div><div>وختم هذا المعارض بالقول: لنعتبر أن هذا الدعم المالي لم يأت من الأساس، هل كنا سنتوقف عن الثورة..؟ وهل كانت الثورة منذ البداية تنتظر مثل هذا الدعم؟، أم قامت بعيداً عن هذه الحسابات..؟ </div><div>ورأى أخيراً، أن الدعم المالي جرى استخدامه منذ البداية للتهرب من الدعم السياسي والعسكري الحقيقي.. لافتاً إلى أن ذلك هو خطأ المعارضة السياسية الفادح، التي كان من المفترض أن تضع حداً واضحاً لمواقف الدول الداعمة للثورة السورية، من خلال رفض المساعدة المالية والتركيز على المساعدة السياسية بالدرجة الأولى.. إلا أن الأولى هي التي سيطرت على المشهد، لأن المال حسب قوله، مغرٍ.. والكثيرون في المعارضة كانوا يعتقدون أنه مصدر القوة الأساس بيدها، وليس وسيلة لإضعافها وتشتتها. </div><div><br></div><div> </div>