وكالة قاسيون للأنباء
  • الجمعة, 21 مارس - 2025

سوريا تحتفل بعيد النوروز لأول مرة بعد سقوط الأسد


احتفلت سوريا، مساء الخميس 20 مارس 2025، بعيد "النوروز" في أجواء غير مسبوقة منذ عقود، حيث تحولت شوارع حي ركن الدين بدمشق، المعروف بـ"حي الأكراد"، إلى مساحة احتفالية مفعمة بالحيوية، تعكس تراجع القيود الأمنية التي فرضها نظام بشار الأسد على مدى سنوات. وأضاءت المشاعل والأعلام الكردية الحي، فيما انطلقت مسيرة منظمة من "مفرق وادي السفيرة" إلى ساحة شمدين، حيث أُقيم احتفال خطابي تخلله إيقاد الشموع وقراءة الفاتحة ترحماً على أرواح شهداء الصراع السوري، في أول احتفال علني بالنوروز منذ سقوط النظام في ديسمبر 2024.

وفي شمال سوريا، شهدت مدن ذات أغلبية كردية مثل القامشلي، كوباني، الحسكة، وعفرين احتفالات ضخمة وُصفت بأنها الأكبر منذ عقود، حيث شارك عشرات الآلاف في حلقات الرقص الفلكلوري وأداء الأغاني التراثية الكردية وسط أجواء من الفرح العارم. كما امتدت مظاهر الاحتفال إلى مناطق غير كردية، حيث أُضيئت شعلة النوروز في مدن الساحل السوري والسويداء، في لفتة تضامن مع الشعب الكردي وتأكيد على التعددية الثقافية كجزء من هوية سوريا الجديدة. وفي ريف عفرين، صعد الأكراد إلى جبل الباسوطة لإشعال النيران في تقليد يُحيي قصة "كاوه الحداد"، رمز النصر الكردي على الظلم، مشبهين خلاصهم من نظام الأسد بالحرية التي تحققت قبل 2725 عاماً.

أعلن المكتب الإعلامي للجان ركن الدين، قبل يوم من المناسبة، عن دعوة مفتوحة لجميع السوريين للمشاركة، مؤكداً أن النوروز هذا العام يحمل رمزية مزدوجة: الاحتفال بالعيد التقليدي ووداع حقبة القمع. وقال الناشط شيار يونس إن "هذه الاحتفالات تُظهر تحولاً في الوعي الشعبي، بعد فشل النظام السابق في شق الصف الوطني رغم سياسات التفرقة". وشهدت المناسبة حضوراً فنياً بارزاً، حيث وصل الفنان سميح شقير إلى القامشلي لتقديم فقرة موسيقية، لقيت ترحيباً حاراً من الجمهور، فيما وجه فنانون سوريون آخرون رسائل تهنئة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، معتبرين النوروز رمزاً لسوريا الديمقراطية الموحدة.

يُحتفل بعيد النوروز، الذي يصادف الاعتدال الربيعي في 21 مارس، كرمز للحرية والخلاص في الثقافة الكردية، مستذكرين انتصار "كاوه" على الملك الظالم "زوهاك". وكان هذا العيد محظوراً في سوريا لعقود، حيث واجه المحتفلون الاعتقال والمضايقات تحت حكم حزب البعث، لكن احتفالات هذا العام تُبرز بداية مرحلة جديدة تتيح التعبير عن الهوية الثقافية بحرية، مؤكدة التزام الحكومة الانتقالية باحترام التعددية بعد سنوات من القمع.