نفذت إدارة مكافحة المخدرات، بالتعاون مع مديرية أمن حلب، يوم الخميس 20 مارس 2025، عملية أمنية محكمة أسفرت عن توقيف أحد كبار مروجي حبوب "الكبتاغون" في المدينة، وضبط مستودع يحتوي على نحو ثلاثة ملايين حبة مخدرة، في واحدة من أكبر العمليات الأمنية التي تشهدها محافظة حلب منذ فترة. وأفادت وزارة الداخلية السورية، في بيان رسمي، أن الجهات المختصة اتخذت الإجراءات القانونية اللازمة بحق المتهم، تمهيداً لإحالته إلى القضاء المختص لمحاسبته وفق الأصول القانونية.

تأتي هذه العملية ضمن جهود متواصلة يبذلها الجيش السوري الجديد وإدارة الأمن العام لتفكيك شبكات تصنيع وترويج المخدرات التي تركها النظام المخلوع، إلى جانب تعزيز الرقابة على الحدود للحد من عمليات التهريب. وتُعد هذه العملية الثانية خلال أسبوع في حلب، حيث أعلنت الوزارة يوم السبت الماضي عن توقيف مروج مخدرات آخر وبحوزته كمية من المواد المخدرة. وفي سياق متصل، شهدت مناطق أخرى عمليات مماثلة، حيث قُتل تاجر مخدرات في مدينة الحراك بريف درعا الشرقي مساء السبت إثر اشتباك مع قوات الأمن العام، كما أُحبطت محاولة تهريب أسلحة وحبوب مخدرة في بلدة الهري بريف دير الزور الشرقي.

خلال عهد بشار الأسد، أصبحت سوريا مركزاً رئيسياً لصناعة وتجارة "الكبتاغون"، بدعم مباشر من أجهزة النظام الأمنية، وعلى رأسها "الفرقة الرابعة" بقيادة ماهر الأسد، حيث كانت هذه التجارة تُدار كسياسة ممنهجة لتمويل النظام تحت وطأة العقوبات الدولية. وتُشير تقارير دولية إلى أن هذا النشاط لم يكن هامشياً، بل شكّل مصدر دخل أساسياً، تاركاً إرثاً خطيراً يواجه الإدارة السورية الجديدة اليوم تحديات أمنية كبيرة لاستعادة الاستقرار وإعادة بناء الدولة.