وكالة قاسيون للأنباء
  • الاثنين, 24 فبراير - 2025

مؤتمر الحوار الوطني السوري ينطلق غدًا: فرصة تاريخية لرسم ملامح المستقبل


أعلن حسن الدغيم، المتحدث باسم اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني السوري، أن المؤتمر سيعقد أولى جلساته يوم غد الثلاثاء، ويستمر لمدة يومين مع إمكانية التمديد إذا لزم الأمر. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عُقد في دمشق، حيث أكد الدغيم أن المؤتمر سيكون حوارًا بين السوريين فقط، مستثنيًا الأشخاص الذين دعموا النظام المخلوع.

وأشار الدغيم إلى أن عملية توجيه الدعوات قد بدأت بالفعل، حيث من المقرر أن يصل المشاركون من داخل سوريا وخارجها اعتبارًا من يوم الاثنين. وأكد أن هذا المؤتمر يمثل بداية لمسار طويل، بعد سلسلة من اللقاءات التي تناولت قضايا العدالة الانتقالية، والدستور، وإعادة بناء المؤسسات. ولفت إلى أن التوصيات التي ستصدر عن المؤتمر لن تكون مجرد نصائح، بل ستشكل أساسًا للإعلان الدستوري وتحديد الهوية الاقتصادية، بالإضافة إلى خطة إصلاح المؤسسات.

وكشف الدغيم أن أجندة المؤتمر تتضمن ستة محاور أساسية، مع إمكانية إضافة محاور جديدة حسب الحاجة. كما أوضح أن الوصول إلى المواطنين في الرقة ودير الزور لن يتم عبر بوابة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وسيتم تمثيل ذوي الضحايا والشهداء والأيتام في المؤتمر.

 دعوات ولجان متخصصة للمشاركة في المؤتمر

من جهتها، أفادت مصادر محلية أن اللجنة التحضيرية بدأت بتوجيه الدعوات إلى شخصيات سياسية وأكاديمية للمشاركة، مع التركيز على الشخصيات المقيمة خارج سوريا لترتيب وصولهم إلى دمشق. وأوضحت المصادر أن المؤتمر سيستمر حتى الخروج بتوصيات واضحة سيتم تقديمها إلى رئيس الجمهورية.

كما أكدت اللجنة التحضيرية أنه سيتم تشكيل ست لجان متخصصة في الاقتصاد، والدستور، وإصلاح المؤسسات، والحريات، والعدالة الانتقالية. وأشارت اللجنة إلى أن تشكيل حكومة انتقالية بعد الحوار سيسهم في الاستفادة من مخرجات المؤتمر، مؤكدة أن هذا الحوار ليس مجرد فعالية مرحلية بل هو نهج مستدام لحل القضايا الوطنية تدريجياً وبمسؤولية.

وبحسب المعلومات، تم عقد أكثر من 30 لقاء في مختلف المحافظات السورية، ضمّت حوالي 4000 شخص من رجال وسيدات لضمان تمثيل جميع مكونات المجتمع السوري في هذا الحوار الوطني.

بيان اللجنة التحضيرية: فرصة تاريخية لرسم ملامح سوريا المستقبل

في بيانها الأول الصادر في 13 شباط 2025، أكدت اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني أن السوريين أمام فرصة تاريخية لرسم ملامح سوريا المستقبل عبر حوار وطني مسؤول. وأوضحت اللجنة أن المؤتمر يمثل أول تجمع حقيقي للسوريين منذ خمسة وسبعين عامًا، بهدف مناقشة القضايا الوطنية الكبرى وإيجاد الحلول المناسبة.

وأكد البيان أن المؤتمر سيسعى إلى بحث القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والحوكمية، مع التأكيد على ضرورة إشراك جميع أطياف الشعب السوري في هذا الحوار.

 ملامح المرحلة السياسية المقبلة

في مقابلة حصرية مع تلفزيون سوريا، كشف الرئيس السوري أحمد الشرع عن ملامح المرحلة السياسية المقبلة، موضحًا أن مستقبل البلاد سيتأسس على نظام جمهوري يشمل حكومة تنفيذية وبرلمانًا يعملان ضمن إطار قانوني يحقق المصلحة العامة. كما أكد الشرع أن المرحلة الأولى ستشهد برلمانًا مؤقتًا نظرًا للتحديات المتعلقة بالانتخابات.

 العدالة الانتقالية وإعادة بناء الدولة

تطرق الشرع إلى موضوع العدالة الانتقالية، مؤكدًا أنها ستوازن بين الحفاظ على السلم الأهلي وضمان حقوق الضحايا، ورفض فكرة المحاصصة الطائفية أو العرقية في توزيع المناصب الحكومية، معتبرًا أن هذا النهج يعرقل سير العمل ويهدد استقرار الدولة.

بهذه التحضيرات، يترقب السوريون انطلاق مؤتمر الحوار الوطني كفرصة للتغيير وبداية جديدة للبلاد.