وكالة قاسيون للأنباء
  • الأحد, 29 ديسمبر - 2024

حي المزة 86: تسليم السلاح وإزالة الحواجز يبعثان الأمل في إعادة الاستقرار

حي المزة 86: تسليم السلاح وإزالة الحواجز يبعثان الأمل في إعادة الاستقرار

في خطوة تاريخية تعكف على إعادة الاستقرار إلى حي المزة 86 جنوبي العاصمة السورية دمشق، تم تسليم السلاح وإزالة الحواجز، مما أسفر عن تحسين ملحوظ في الأوضاع الأمنية في المنطقة. وفي خضم هذا التحول، تبقى قضية المعتقلين المفقودين تحتل الصدارة في مطالب الأهالي، الذين يجتمعون في ذكرى الحداد على أرواح ضحايا النظام السابق مستنكرين مصير أحبائهم.


تعبر الأسرة المزية عن قلقها العميق بشأن مصير آلاف المعتقلين، حيث يطالب المتظاهرون بتوفير معلومات دقيقة حول أماكنهم وما إذا كانوا في مقابر جماعية، وهي محنة تتجلى في مظاهر الألم والقلق التي تعكسها عيونهم. فالمنطقة، التي شهدت سنوات من الفوضى، تشهد الآن بادرة أمل جديدة تتمثل في الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الأطراف المعنية، والذي أدى إلى تسليم نحو 90% من الأسلحة القديمة. هذا التعاون يمثل نقلة نوعية في مسار إعادة السلام، حيث ساهم في تحسن مستوى الأمان وتمكين السكان من التنقل بحرية والعودة إلى منازلهم.


يؤكد مشايخ الحي ورجالاته، في تجمعاتهم، التزامهم ببناء سوريا جديدة موحدة ومن أجل الحفاظ على السلم والأمن في منطقتهم. وقد أبدوا استعدادهم للعمل سوياً لتحقيق أهداف الثورة في صيغتها الإنسانية والاجتماعية، بعيداً عن المحاولات التفكيكية للأوضاع.


تأتي أهمية هذا الحدث في التلاحم المجتمعي الذي ظهر بوضوح، حيث أكد المتحدثون على ضرورة التعاون بين كافة مكونات الشعب السوري لبناء مستقبل مشترك وتسليم السلاح كخطوة تعكس الثقة المتبادلة. كما تم تسليط الضوء على أهمية وسائل الإعلام، من بينها قناة الجزيرة، في نقل الواقع وكشف معاناة المواطنين، مما يسهم في توعية المجتمع المحلي والدولي بقضاياهم.


في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة الجديدة للحصول على دعم قوي من الشعب، يتضح أن أهل المزة نجحوا في إحباط محاولات زعزعة الاستقرار، مما يعكس التزامهم بالوطن. بينما باتت وسائل التواصل الاجتماعي تشكل منصة رئيسية في تشكيل الرأي العام، تبرز الحاجة الملحة لمزيد من الوعي والعمل الجماعي لتوسيع دائرة نجاح هذا النموذج المشجع إلى باقي المناطق السورية.


إن ما يحدث في حي المزة 86 يمثل نموذجاً حياً يعكس إرادة الشعب السوري في مواجهة الصعوبات وبناء المستقبل المنشود، بعيداً عن اليوميات المؤلمة للماضي وترسيخ قيم التعاون والوحدة. هذه الجهود المشتركة تبشر بمسار جديد نحو السلام والتنمية في سوريا، متطلعة إلى مستقبل مشرق يتجاوز ماضيها المظلم.