الداخلية السورية: مقاطع الاعتداء على مقام الشيخ الخصيبي تعود لمرحلة سابقة
أصدرت وزارة الداخلية السورية بيانًا رسميًا تناولت فيه مقاطع الفيديو التي تم تداولها مؤخرًا عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي، والتي أظهرت حادثة اقتحام واعتداء على مقام الشيخ أبو عبد الله الخصيبي في محافظة حلب. وأكدت الوزارة أن هذه المقاطع تعود لفترة تحرير مدينة حلب، حيث أقدمت مجموعات مجهولة على تنفيذ هذا الفعل التخريبي، مشيرة إلى أن الهدف من إعادة نشر هذه المقاطع هو إثارة الفتنة بين أبناء الشعب السوري في مرحلة حساسة تتطلب الوحدة والتكاتف.
وأوضح المكتب الإعلامي لوزارة الداخلية أن الأجهزة الأمنية تعمل على مدار الساعة لحماية الممتلكات العامة والخاصة، بما في ذلك المواقع الدينية التي تمثل إرثًا مشتركًا لكل السوريين. وأشارت الوزارة إلى أنها "لن تتهاون مع أي محاولة لزعزعة الاستقرار"، مؤكدة على عزمها في ملاحقة كل من يروج للشائعات أو يعبث بالسلم الأهلي، مع إعدادهم لمحاكمات عادلة ليواجهوا عقوباتهم المقررة.
في سياق متصل، أشارت وزارة الداخلية إلى أن مجموعة من الفلول الموصوفة بأنها "تابعة للنظام البائد" في الساحل السوري قد استغلت الشائعات الأخيرة لاستهداف قوات وزارة الداخلية، مما أسفر عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى في صفوف القوات الأمنية. وأكدت الوزارة أن هذه الاعتداءات لن تمنعها من مواصلة عملها لضمان الأمن والاستقرار في جميع أنحاء البلاد.
كما حذرت وزارة الداخلية بشدة من نشر الشائعات أو تداول المقاطع التي تهدف إلى إشعال الفتنة بين السوريين، مشددة على ضرورة الوعي بخطورة هذه الأفعال. ودعت جميع المواطنين إلى الالتزام بالهدوء والتعاون مع السلطات المحلية للحفاظ على السلم الأهلي، خاصة في ظل الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد.
وفي إطار تعزيز الأمن والنظام، فرض مجلس مدينة جبلة حظر تجوال ليلي يبدأ من الساعة الثامنة مساءً حتى الساعة الثامنة صباحًا، بينما أعلنت قيادة شرطة حمص عن إجراءات مشابهة بحظر يمتد من السابعة مساءً حتى الثامنة صباحًا، مع وجود تشديد أمني واضح في تلك المناطق.
وتشهد العديد من المدن السورية، بما في ذلك اللاذقية وطرطوس وحمص وجبلة والقرداحة، مظاهرات احتجاجية اليوم الأربعاء، تنديدًا بالمزاعم المتعلقة بالاعتداء على مقام الشيخ "أبو عبد الله الحسين بن حمدان الخصيبي" في حلب. وقد رفع المشاركون في هذه المظاهرات رايات خضراء وشعارات طائفية، مثل "واحد واحد الشعب العلوي واحد" و"لبيك يا أبا عبد الله".
وقد تداولت حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي تسجيلات مصورة للمظاهرات، وأخرى توثق الاعتداء على المقام، فيما أكدت مصادر محلية صحة الفيديو، موضحةً أنه يعود لاشتباكات سابقة بين قوات النظام السوري ومقاتلي إدارة العمليات العسكرية، وذلك خلال المعارك التي دارت للسيطرة على مدينة حلب مطلع الشهر الجاري.