اليوم الثاني من "ردع العدوان".. المعارضة تسيطر على 32 قرية (خريطة تفاعلية)
أطلقت فصائل المعارضة السورية عملية عسكرية جديدة تحت مسمى "ردع العدوان"، وتمكنت خلال فترة زمنية قصيرة لا تتجاوز يومين من تحقيق تقدم كبير في ريف حلب الغربي. حيث استحوذت الفصائل على 32 قرية ونقطة استراتيجية، مما أفضى إلى السيطرة على مساحة تقدر بـ 245 كيلومتراً مربعاً.
ومع هذا التقدم، اقتربت قوات المعارضة من مدينة حلب بمسافة لا تتجاوز 5 كيلومترات، معلنة عن أبرز المناطق التي تم liberarها، والتي تشمل: الهوتة، أورم الكبرى، عينجارة، الفوج 46، وغيرها من النقاط الحيوية.
وتعتبر هذه العملية هي الأولى من نوعها التي تحقق اختراقاً لخطوط التماس منذ إعلان اتفاق وقف إطلاق النار في مارس 2020، مما يبرز تطوراً ملحوظاً في فعالية العمليات القتالية للفصائل المعارضة.
وفي سياق المعارك، واجهت قوات النظام السوري خسائر فادحة في منطقة "الفوج 46"، حيث أفادت مصادر موالية للنظام بمقتل أكثر من 15 ضابطاً وعنصراً. ونتيجةً لهذه الخسائر، قامت قوات النظام وميليشيات إيران، بمساعدة الطائرات الروسية، بتصعيد الهجمات الانتقامية، مستهدفةً المدنيين في 16 مدينة وبلدة في شمال غرب سوريا، باستخدام أسلحة محرمة دولياً كالألعاب النارية، مما أسفر عن مقتل طفل وإصابة 20 مدنياً بينهم نساء وأطفال، كما أدى القصف إلى نزوح آلاف الأسر.
في غضون ذلك، جددت قوات النظام السوري قصفها المدفعي على أحياء مدينة سرمين شرقي إدلب، بينما شنّت الطائرات الروسية غارات منسقة على الريف الغربي للمحافظة، مما يضيف مزيداً من الضغوطات على المدنيين هناك.
وسلطت إدارة العمليات العسكرية الضوء على السيطرة على قرية داديخ، حيث أكدت أن الضربة الاستباقية ضد قوات النظام أسفرت عن نتائج إيجابية تشمل اغتنام أربع دبابات وأربع عربات من نوع "بي إم بي"، إضافة إلى أسر عنصرين من الميليشيات الإيرانية.
وعلى صعيد إنساني، أكدت إدارة العمليات العسكرية أن المناطق التي تم تحريرها في إطار عملية "ردع العدوان" تمهد الطريق لعودة حوالي 100 ألف مهجر إلى منازلهم وأراضيهم، مما يسهم بشكل كبير في تخفيف المعاناة الإنسانية في شمال غرب سوريا.
وتجدر الإشارة إلى أنه في حادثة مؤلمة، أكدت فرق الدفاع المدني السوري وفاة امرأة متأثرة بجراحها نتيجة قصف قوات النظام وروسيا على ورشة لعمال الزيتون في مدينة سرمين، مما يسلط الضوء على التبعات الإنسانية لتصاعد النزاع.
إن استمرار العمليات العسكرية في المنطقة يثير القلق حول مستقبل العملية الإنسانية في سوريا، ويتطلب ويستوجب تضافر الجهود الدولية لتخفيف المعاناة الناجمة عن النزاع المستمر.