إسرائيل تواصل غاراتها وأهدافها ضد حزب الله
شهدت مناطق ضاحية بيروت الجنوبية وجنوبي لبنان تصعيدًا عسكريًا ملحوظًا من قبل الجيش الإسرائيلي، وذلك بالتزامن مع استمرار وزارة الدفاع الإسرائيلية في حربها ضد "حزب الله" اللبناني.
حيث أشارت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية إلى أن الطيران الحربي الإسرائيلي شنّ 13 غارة جوية يوم الثلاثاء، الموافق 12 من تشرين الثاني، مستهدفًا مناطق حيوية في الضاحية الجنوبية، بما في ذلك حارة حريك وأوتوستراد "هادي نصر الله" وحي "الأمريكان".
تُظهر التقارير أن الطيران الحربي الإسرائيلي المُسيّر لا يزال يواصل تحليقه في أجواء العاصمة بيروت منذ ساعات الصباح الباكر على ارتفاع منخفض، مما يزيد من حدة التوتر في المنطقة.
وفي ردٍ مباشر على الأوضاع المتدهورة، دعا الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، سكان القرى والبلدات في جنوبي لبنان إلى الإخلاء الفوري والانتقال إلى شمال نهر الأولي، وذلك تجنبًا لتهديدات الاقتراب من عناصر "حزب الله" أو منشآته.
وأكد أدرعي على خطورة التوجه نحو الجنوب، محذرًا من أن أي تحرك في هذا الاتجاه قد يعرض حياة الناس للخطر. كما أشار إلى أنه سيتم إبلاغهم بالتوقيت المناسب للعودة إلى منازلهم حال تحسن الظروف.
من جانبه، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن تل أبيب ستستمر في شن الغارات على "حزب الله" بكل قوة، مشددًا على أنه لن يكون هناك أي وقف لإطلاق النار.
وقد نقلت وكالة "رويترز" عن كاتس قوله، إن "إسرائيل لن توافق على أي تسوية لا تضمن حقها في فرض الأمن ومنع الإرهاب بنفسها"، مشددًا على ضرورة نزع سلاح "حزب الله" وانسحابه إلى ما وراء نهر الليطاني، لضمان عودة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان.
وعلى الجانب الآخر، أفادت "رويترز" بأن الغارات الإسرائيلية اليوم قد أدت إلى دمار 15 مبنى في الضاحية الجنوبية، حيث يشير معظم السكان إلى أنهم فروا من المنطقة منذ بداية القصف الإسرائيلي في أيلول الماضي.
في الوقت نفسه، أعلن "حزب الله"، أن عناصره استهدفت اليوم بصواريخ "فادي" مستوطنات ديشون وكفريوفال وكفر بلوم والكريوت في حيفا، مما يعكس تصاعد حدة المواجهات العسكرية بين الطرفين.
تأتي هذه التطورات العسكرية وسط جهود دبلوماسية مستمرة لوقف إطلاق النار، حيث يتم الضغط من قبل إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لتحقيق ذلك.
وفي هذا السياق، أفاد وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، بأنه قد تم إحراز تقدم في المحادثات المتعلقة بوقف إطلاق النار في لبنان. رغم ذلك، أشار ساعر إلى أن التحدي الرئيسي يتمثل في فرض أي اتفاق لوقف إطلاق النار، مشددًا على إمكانية أن تلعب روسيا دورًا في منع "حزب الله" من إعادة تسليح نفسه عبر الحدود السورية.