وكالة قاسيون للأنباء
  • السبت, 8 فبراير - 2025

تزايد الحملات المطالبة بالإفراج عن المعتقلين السوريين في لبنان


تزايدت الحملات والمبادرات المطالبة بالإفراج عن المعتقلين السوريين في لبنان مع تطورات الوضع السياسي في المنطقة بعد سقوط نظام الأسد، حيث أطلقت مجموعة من الصحفيين والحقوقيين تحت عنوان "أنقذوا المعتقلين السوريين في لبنان" حملة تهدف إلى الضغط على الحكومة اللبنانية للإفراج عن المحتجزين. وقد لقيت هذه الحملة دعمًا واسعًا من قبل المجتمع المدني والناشطين، نظرًا للقلق المتزايد حول الظروف الصحية والنفسية التي يعاني منها العديد من المعتقلين.


وفقًا للصحفية عائشة صبري، إحدى منظمي الحملة، فإن العمل مستمر منذ فترة لجذب انتباه الحكومة اللبنانية تجاه هذا الملف الحساس. في بيان صدر في 9 كانون الأول 2024، تم الإصرار على ضرورة الإفراج عن المعتقلين الذين تم احتجازهم بسبب مواقفهم السياسية المؤيدة للثورة السورية، وطُلب من القيادة السورية الجديدة اتخاذ إجراءات عاجلة حول هذه القضية، مع التأكيد على أهمية احترام القوانين الدولية وضمان تعاون فعّال مع السلطات اللبنانية.


تُظهر التقارير أن المعتقلين في سجن رومية، الذي يُعرف بأنه يُعاني من ظروف سيئة للغاية، يتعرضون لنقص حاد في الرعاية الصحية والغذاء، حيث يُحتجز حاليًا في السجن عدد يتجاوز طاقته الاستيعابية بكثير - إذ تقدر سعة السجن بـ 1200 نزيل، بينما يبلغ عدد المحتجزين فيه حاليًا أكثر من أربعة أضعاف هذا الرقم. ويرتبط هذا الاكتظاظ جزئيًا بسوء الأوضاع في بعض السجون الأخرى وفي ظل بطء عمليات المحاكمة والتوقيف غير المبرر.


تشير عائشة صبري إلى أن العديد من السوريين ما زالوا ينتظرون المحاكمات منذ سنوات، حيث يوجد داخل السجن من لم يُحاكم منذ أكثر من تسع سنوات، مما يعكس حالة من الركود والتهميش في الملف من قبل الحكومتين السورية واللبنانية. وكانت وزارة الخارجية السورية قد أعلنت عن تفاهمات مع لبنان لاستعادة المعتقلين السوريين، لكن هذا الاتفاق لم يُترجم إلى خطوات عملية حتى الآن.


تواصلت عنب بلدي مع رامي، أحد المعتقلين في سجن رومية، والذي أبدى قلقه عن مستقبله وأوضاع عشرات المعتقلين مثله. رامي، الذي اعتُقل لرفضه سلطة الأسد، قدم رسالة إلى القيادة السورية الجديدة طالب فيها بتعيين مسؤول خاص لمتابعة هذا الملف. ومع اقتراب شهر رمضان المبارك، تعكس رسالته آمال المعتقلين وظروفهم القاسية.


من جهتها، تواصل الحملة جمع الدعم من النشطاء وأهالي المعتقلين وتنظيم وقفات احتجاجية في عدد من المدن، محاولين للضغط على الحكومة السورية الجديدة لتحقيق المطالب. الأمل يظل قويًا بين المعتقلين وعائلاتهم، لكن العمل المستمر مطلوب لترجمة هذا الأمل إلى واقع ملموس على الأرض.