محافظة دمشق تحدد موقعاً جديداً لبسطات بيع الكتب المستعملة بعد إزالتها من تحت جسر الرئيس
أعلنت محافظة دمشق عن تحديد موقع جديد لبسطات بيع الكتب المستعملة، التي أزيلت الشهر الفائت من تحت "جسر الرئيس" في حي البرامكة. يأتي هذا القرار بعد موجة من الانتقادات والاستياء من قبل البائعين الذين أُجبروا على إخلاء مواقعهم بشكل مفاجئ.
الموقع الجديد
تم اختيار موقع خلف مبنى وكالة أنباء النظام السوري (سانا) ليكون "سوقاً بديلاً" لبيع الكتب المستعملة. ووفقاً لتصريحات مدير الأملاك في المحافظة، بشار الأشقر، سيُقام في هذه المنطقة 25 كشكاً مخصصة للبائعين، بهدف تعويضهم عن المواقع التي فقدوها. الأشقر أوضح أن أكشاك البيع ستعتمد نموذجاً معتمداً، وذلك في إطار جهود المحافظة لتنظيم المنطقة.
إزالة البسطات
في منتصف تشرين الأول الفائت، قامت محافظة دمشق بإزالة بسطات الكتب المستعملة من تحت "جسر الرئيس"، وذلك باستخدام شاحنات وجرافات. وقد وُصفت عملية الإزالة بأنها "همجية"، حيث منحت المحافظة أصحاب البسطات مهلة قصيرة جداً للإخلاء، مما أدى إلى مشاحنات بينهم وبين موظفي المحافظة.
مصادر محلية أفادت بأن البائعين حاولوا التفاوض للحصول على مهلة إضافية لنقل ممتلكاتهم، لكن مطالبهم قوبلت بالرفض، مما زاد من استياءهم. بعد يومين من إزالة البسطات، أعلن محافظ مدينة دمشق، محمد طارق كريشاتي، أن البسطات ستُنقل إلى منطقة أخرى مخصصة لهذا الغرض، دون تحديد تفاصيل دقيقة حول المكان أو الزمن.
تصريحات المسؤولين
في تصريحاته، زعم كريشاتي أن الهدف من إزالة البسطات هو تنظيم المنطقة، حيث أن الأرصفة مخصصة للمواطنين. وأكد على أن المحافظة ستتواصل مع أصحاب البسطات لإيجاد حلول مناسبة لهم. لكن هذه التصريحات لم تلقَ صدى إيجابي بين البائعين الذين شعروا بأنهم تعرضوا لظلم كبير.
ردود الفعل
العديد من البائعين والمواطنين عبروا عن استيائهم من الطريقة التي تمت بها إزالة البسطات، مؤكدين أن هذه الخطوة تعكس تجاهلاً لحقوقهم واحتياجاتهم. فبيع الكتب المستعملة كان يمثل مصدر دخل مهم للعديد من الأسر، بالإضافة إلى كونه جزءاً من الثقافة المحلية.
أهمية البسطات
تمثل بسطات بيع الكتب المستعملة في دمشق جزءاً من النسيج الثقافي للمدينة، حيث يلتقي فيها المثقفون والقراء. إزالة هذه البسطات لم تؤثر فقط على البائعين، بل أيضاً على محبي القراءة والباحثين عن كتب بأسعار معقولة.
الخطوات القادمة
مع إعلان المحافظة عن إنشاء الأكشاك الجديدة، يبقى الأمل معلقاً على كيفية تنفيذ هذا المشروع ومدى فعاليته في تلبية احتياجات البائعين. يترقب الجميع تفاصيل أكثر حول موعد بدء العمل في الأكشاك الجديدة، وما إذا كانت ستلبي توقعات أصحاب البسطات.
الخلاصة
تظهر أزمة بسطات بيع الكتب المستعملة في دمشق تحديات كبيرة تواجه الثقافة المحلية وحقوق البائعين. بينما تسعى محافظة دمشق لتنظيم المنطقة، يبقى السؤال المطروح: هل ستتمكن من تحقيق التوازن بين التنظيم وحقوق البائعين؟