وكالة قاسيون للأنباء
  • الثلاثاء, 24 ديسمبر - 2024

عروس سورية تشترط على خطيبها مهراً غريبا ً و غير مسبوق للزواج ...ما هو ؟


قاسيون – رصد
اشترطت نوال العمري ٣٣ عاماً تعمل مدرّسة في إحدى المدارس الابتدائية الخاصة على خطيبها “خالد” تركيب ألواح الطاقة الشمسية في منزلهما المنتظر لإتمام الزواج.
شرط “العمري” الذي يعد غريباً من نوعه “كمهر لعروس” في “سوريا” يأتي بالتزامن مع ظروف انقطاع الكهرباء في منطقتها وشبه فقدان الأمل من تحسنها، حيث تصل ساعات التقنين إلى 6 قطع مقابل ساعة وصل في المنطقة التي تعيش فيها “جديدة الوادي” الواقعة في ريف دمشق الغربي.
رغبة “العمري” في توفير الكهرباء بشكل دائم في منزلها بحسب حديثها مع سناك سوري نابعة من الحاجة لتخفيف التوتر والضغط النفسي التي يتسبب بها الانقطاع الطويل والمتكرر للكهرباء في “سوريا” عموماً وفي منطقتها خصوصاً.
حديث المدرّسة المتخصصة بالصفوف الابتدائية بيّن أن سبب اختيار الطاقة الشمسية دون غيرها ناجم عن كون الحلول الأخرى لم تعد مجدية كالليدات والبطاريات والمولدات، فساعات الوصل لا تكفي لشحن البطاريات والمولدات لايمكن تأمين وقود لها، وبالتالي الخيار الأمثل هو “الطاقة الشمسية”.
ردة فعل المحيطين بـ “العمري” على شروطها كانت سلبية وهو ما يحزنها حسب قولها فالبعض سخر والبعض استهجن بينما ترى هي أن طلبها محق وبسيط ويوفر حياة سهلة ومريحة لها ولأسرتها المستقبلية.
خطيبها “خالد” أيضاً ليس سعيداً بهذا الشرط وذلك بسبب التكلفة المرتفعة للطاقة الشمسية حيث تصل وفق حديثه لموقع سناك سوري لحوالي 5 ملايين ليرة سورية في منطقة “ريف دمشق”.
شروط العروس للزواج في “سوريا” تغيرت بشكل لافت خلال الحرب ويبدو أن تغير الظروف يغير الشروط، أو ما يعرف بالمهر، حيث كان المتعارف عليه خلال عقود طويلة خلت أن العروس تشترط المنزل كمهر أو العفش أو سيارة أو حتى ذهب، وبعض العروسات كن يشترطن أن يحمل العريس 3 مفاتيح لقبوله “بيت، مكتب، سيارة”.
لكن في الفترة الأخيرة بدأنا نسمع عن شروط جديدة مرتبطة بعوامل الحرب، منها أن يكون العريس مسافراً أو قادراً على السفر، أن لا يكون مطلوباً لخدمة العلم أو لخدمة الاحتياط (معفى، أو دافع بدل) وغيرها الكثير من الشروط التي ليس آخرها على مايبدو تركيب طاقة شمسية.
الطاقة الشمسية وظروف الكهرباء في سوريا
تشهد “سوريا” أزمة تصاعدية منذ العام 2011 وهي تزيد سوءاً عاماً بعد عام، فقد بدأت بساعة تقنين باليوم عامي 2011 و2012 في بعض المناطق لتصل إلى 6 ساعات في معظم مناطق سوريا بما في ذلك العاصمة “دمشق” ما تسبب بأزمات معيشية وأثر على الصناعة والاقتصاد وظروف الطلاب بالتعليم والدراسة بالمنزل وصولاً إلى الضغط النفسي الذي يتسبب به هذا الانقطاع المتكرر والطويل للكهرباء.
الطاقة الشمسية التي اشترطتها “العمري” تعد حديث الشارع السوري اليوم، فقد تحولت إلى تريند خلال الفترة الماضية مع توجه حكومي واضح نحو التشجيع على استخدامها في ظل تأييد مواطنين لها باعتبارها حلاً بديلاً يوفر الكهرباء ولا يحتاج استهلاك محروقا، بينما هناك من يعارضها بسبب غلائها وعدم القدرة على شرائها للاستخدام المنزلي، في حين ينصح مختصون بأن يكون التركيب جماعي للبناء في حال كانت الطاقة الشمسية للمنازل فهذا يخفف التكاليف.
سناك سوري الموالي

//