النساء السوريات: من جسور الألم إلى آفاق التمكين السياسي والاقتصادي
قاسيون - دمشق - تسعى النساء السوريات بعد سنوات من القمع والاضطهاد إلى استعادة دورهن الطبيعي في بناء المجتمع، حيث تبوأت النساء مكانة بارزة في مواجهة التحديات الناتجة عن الصراع المستمر في البلاد. فقد تعرضت النساء السوريات لاعتقالات وملاحقات أدت إلى تداعيات سلبية على حياتهن المهنية والشخصية. ومع ذلك، برزت الكثير منهن كنماذج للإصرار وقوة الإرادة، حيث أصبحت المرأة السورية معيلةً لأسرتها بعد فقدان العديد من الرجال نتيجة الحرب، لتصل نسبة الأسر المعتمدة على المرأة إلى 22%.
تسعى هؤلاء النساء، اللواتي تحملن على عاتقهن أعباء ثقيلة، إلى تحقيق حقوق متساوية في المجتمع وممارسة دورهن الفعال في الحياة السياسية. إن الاعتقالات والملاحقات الأمنية التي تعرضت لها العديد من النساء قد أثرت بشكل عميق على حياتهن، مما جعل التطلع إلى بيئة قانونية تدعم حقوقهن ومشاركتهم السياسية أحد الأهداف الأساسية.
وفي ظل هذه التحديات، تشدد النساء السوريات على أهمية توفير الدعم في مجالات التعليم والفرص الاقتصادية. يعدّ الوصول إلى التعليم وإتاحة الفرص الاقتصادية من العوامل الأساسية التي يمكن أن تعزز من قوة المرأة السورية وتساعد في تحقيق الاستقرار العائلي والاجتماعي. كما أن توفير بيئة قانونية تضمن حقوقهن يمكن أن يسهم بشكل كبير في تمكين النساء وإشراكهن في صنع القرار.
تجسد المعاناة التي واجهتها النساء السوريات رحلة طويلة من الكفاح في سبيل تحقيق المساواة والعدالة. وعلى الرغم من الضغوط المستمرة، تبقى آمالهن متعلقةً بإمكانية تحقيق تغيير جوهري في المجتمع يصب في مصلحة الأجيال القادمة. إن دور المرأة في بناء المجتمع السوري الجديد سيكون حاسماً، وهي تدرك تماماً أن التمكين السياسي والاقتصادي والاجتماعي هما المفتاح لإعادة بناء وطن يسع الجميع.
لقد حان الوقت لاعتماد سياسات تدعم هذه الرؤية وتساهم في تعزيز خطط تمكين النساء، مما سيكون له تأثير عميق على المجتمع ككل، ويعزز من الهوية السورية تُنقذ من آلام الماضي، لنبني معاً مستقبلاً مشرقاً يحترم جميع حقوق الإنسان.