وكالة قاسيون للأنباء
  • الأربعاء, 5 فبراير - 2025

سامر رضوان يواصل تحدياته في الدراما مع الخروج إلى البئر حول سجن صيدنايا


منذ ظهور السيناريست السوري سامر رضوان على ساحة التلفزيونية، وعمله الأول "لعنة الطين"، أثار جدلاً واسعاً، إذ تمكّن بجرأته الأدبية من خوض معركة الشجاعة أمام الرقابة الحديدية التي كانت تسيطر على الإنتاج الدرامي السوري قبل سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024. ورغم محاولاته لعكس بعض جوانب الفساد الذي شهدته سوريا في حقبة الثمانينيات، واجه رضوان تدخلات "فاضحة" من قبل الجهات الرقابية التي أثرت سلبًا على تفاصيل النص، مما حال دون تحقيق المعايير المطلوب لتحقيق قفزة نوعية للدراما السورية.

تبع ذلك النجاح الباهر لعروض درامية مثل ثلاثية "الولادة من الخاصرة" (إخراج رشا شربتجي وسيف السبيعي)، والتي ركزت بذكاء على الأحداث السياسية المتسارعة والتي رافقت الثورة السورية. وازداد نجاح رضوان مع مسلسل "دقيقة صمت" (إخراج شوقي الماجري) الذي أحدث زوبعة إعلامية بعد تصريح كاتب النص عن النظام السوري، مما أدى إلى فرض ضغوطات على الفنانين المشاركين في العمل لتصحيح الموقف. وارتفعت حدة الأحداث مع فرض الحجز الاحتياطي على أموال المنتج بسبب عدم حصوله على إجازة تصدير.

وفي خطوة جريئة، قدم سامر رضوان أحدث أعماله "ابتسم أيها الجنرال" (إخراج عروة محمد)، والذي تناول عائلة الأسد بطريقة غير مسبوقة. رغم التحديات الكثيرة، استقبل المسلسل بترحيب جماهيري كبير واستطاع أن يحقق نسب مشاهدة مرتفعة حتى في داخل سوريا، حتى لقبوه في العاصمة بلقب "هداك المسلسل" على منصات التواصل الاجتماعي. وقد أكَّد عددٌ من النجوم الذين التقوا بالرئيس السوري المخلوع بشار الأسد أنه تم ذكر المسلسل بشكل خاص في تلك اللقاءات.

النجاح الأول والقبل الأخيرة رضوان تحقق أيضًا من خلال أداء مكسيم خليل الذي قام بتجسيد شخصية الأسد بأسلوب إسقاطي بارع، حيث أظهر صراع العائلة من أجل الحكم مستندًا إلى أحداث تاريخية دقيقة. وقد أصبحت مشاهد المسلسل حديث الساعة، لا سيما بالتزامن مع سقوط النظام، مما جعل بعض المحطات تتسابق لإعادة عرض هذا العمل المتميز.

في تطور آخر، يناقش رضوان حاليًا مشروعا دراميا جديدا سينطلق حول سجن صيدنايا وقد تم تسميته "الخروج إلى البئر". وسيقوم ببطولته الفنان جمال سليمان، ومن المقرر أن يتم تصويره في سوريا خلال الأشهر القادمة. ويعد العمل توثيقًا دراميًا للأحداث المؤلمة والانتهاكات التي تعرض لها السجناء، ويستند إلى شهادات موثقة وتسريبات لأحداث استعصاء عام 2007 في ذلك السجن الشهير.

ورغم عدم الكشف عن جميع تفاصيل العمل حتى اللحظة، أكد رضوان أنه في مرحلة التحضير النهائي بالتعاون مع الجهة الإنتاجية دون ترك تفاصيل حول المخرج الذي سيتولى الإشراف على العمل. اللاعب الرئيس، جمال سليمان، أضاف أيضًا أن الرواية ستحقق توازنًا بين ما حدث فعلًا خلف القضبان وما تداولته الأعمال الأخرى في سياق الأحداث الكبرى التي شهدتها سوريا.

سيتضح في الفترة المقبلة كيف سيتعامل سامر رضوان مع هذا الموضوع الشائك والأحداث المتراكمة التي ترافق تبعات الثورة وتحرير السجون، حيث إن ما يجري من أحداث مرتبط بالتجربة السورية ستستمر في التفاعل مع الدراما وتقديم إعادة قراءة للواقع الأليم.