وكالة قاسيون للأنباء
  • الجمعة, 22 نوفمبر - 2024
austin_tice

الشباب السوري يشتكي من صعوبة الحصول على زوجة في أوروبا

قاسيون ـ خاص

بعكس الاعتقاد الشائع بأن البنات على قارعة الطرقات في أوروبا ، يتحدث الكثير من الشباب السوريين اللاجئين في أوروبا ، عن صعوبة الحصول على شريكة الحياة .. فأكثرهم كان يحمل أوهاما خرافية قبيل مجيئه إلى أوروبا ، بأن الفتيات هنا يعرضن أنفسهن على الشباب في الشوارع ، وبأعداد كثيرة ، وما عليه سوى أن يختار أجملهن .. ولا بأس من التجريب والتنويع ..!

لكن الصدمة كانت كبيرة عندما اكتشف هؤلاء أن لا يوجد أي شيء من هذا القبيل ، فاتجهت جهودهم للاستقرار مع زوجة واحدة ، وهنا كانت الصدمة الأكبر ، عندما تبين أنه حتى هذه ليست متاحة .

لماذا .. ؟

لم يكن يخطر ببال أحمد الذي قدم إلى ألمانيا بعمر 26 عاما ، وها هو يقترب من الثلاثين ، أنه سوف يعاني من صعوبة الحصول على زوجة إلى درجة اليأس .

يقول إن احلاما كثيرة راودته وهو قادم إلى هنا ، وكيف أنه سيتزوج من فتاة ألمانية جميلة ، وأخذ يتصور شكل العلاقة معها في أكثر من موقف . لكنه مع الأشهر الأولى أدرك كم أن هذا الحلم صعب التحقيق ، لأن الفتاة الأوروبية من وجهة نظره ، لا تحب ولا ترتبط مع أي شخص ، دون أن تتعرف على أفكاره وتختبر الكثير من الجوانب فيه ، بينما صعوبة اللغة والتواصل تحول دون تحقيق هذا الأمر .

ومن جهة ثانية يرى أحمد ، أن الطامة الكبرى كانت كذلك بصعوبة الارتباط بفتاة سورية ، إذ أن اغلب اللاجئين إما عائلات تحتوي على أطفال فقط ، وإما في حال وجدت فتيات ، فإنهن على الأغلب إما أرامل أو مطلقات ، ولديهن أطفال .

ويضيف كذلك ، أن مفهوم السترة والبحث عن الرجل "الشغيل والكسيب " والخلوق ، الذي كانت تتمسك به العائلة السورية سابقا ، لم يعد موجودا هنا ، حيث أن الغالبية أصبحوا يطلبون مهورا كبيرة لبناتهم ، وشروطا تعجيزية ، قد تصل إلى حد التهديد بالتذكير ، بأن السيد في أوروبا هو المرأة وليس الزوج ..

خيارات عربية :

الكثير من الشباب السوريين ، باتوا على قناعة بأن الارتباط بالفتاة الأوروبية صعبا جدا ، إن لم يكن مستحيلا ، وفرص حدوثه لا تتعدى الواحد بالألف ، وغالبا ما تكون الفتاة أكبر من الشاب بعشر سنوات على الأقل .

لذلك يعترف فراس ، المقيم في فرنسا ، وهو شاب تجاوز الثلاثين عاما ولم يتزوج بعد ، يعترف بصعوبة الحصول على زوجة سورية في أوروبا ، وفقا للأسباب التي ذكرها أحمد ، ويضيف عليها بأن تمرد المرأة السورية على زواجها السابق ، جعل المرأة السورية في أوروبا حديث الشارع ووسائل الإعلام ، وهو ما انعكس سلبا على سمعة هذه المرأة بحسب رأيه .

ويتابع فراس ، أنه في بعض الدول الأوروبية هناك جاليات عربية كثيرة ، مثل فرنسا ، التي يتواجد فيها أعدادا كبيرة من المغرب العربي ، الجزائر والمغرب وتونس ، وهو ما يعتبره خيارا إضافيا في حال قرر الشاب السوري الارتباط والزواج .

وبحسب قوله ، إن المرحلة القادمة سوف تشهد ارتباطات من هذا النوع ، نظرا لأن في السابق ، فإن الكثير من السوريين الذي أتوا إلى فرنسا في العقود الماضية ، استطاعوا أن يؤسسوا أسرا رائعة من خلال الارتباط بزوجة من دول المغرب العربي .

أما محمد المقيم في فرنسا كذلك ، فإنه يعارض فراس في هذه الفكرة ، ويرى أن هناك كذلك صعوبة في الارتباط بزوجة من المغرب العربي ، يرده إلى اختلاف العادات والعقول ، بين المجتمع السوري والمجتمع المغاربي .

ويرى ، أن المرأة المغاربية ، ليست أقل تمردا من المرأة السورية ، بل ربما أكثر بكثير ، لافتا إلى أنه من خلال نظرة عامة على المجتمع المغاربي المقيم في أوروبا ، فإنك نادرا ما تجد رجل أو امرأة ، إما مطلقين ، أو متزوجين للمرة الثانية أو الثالثة ، وأحيانا الرابعة .

ولا بد أن نشير قبل الختام ، بأن الزواج من سورية في الداخل ، هو صعب للغاية ، بسبب صعوبة إجراءات لم الشمل ، والتي تحتاج إلى فترة طويلة ، وشروطا أشبه بالتعجيزية .

خاتمة :

نعتبر هذا الموضوع مادة للنقاش بين السوريين المقيمين في أوروبا ، والذي نرجو أن يكون موضوعيا ، لكي نصل في النهاية ، إلى مادة أكثر دقة ، نقف من خلالها على طبيعة هذه المشكلة ومدى تأثيرها على المجتمع السوري في الغرب .