وكالة قاسيون للأنباء
  • الاثنين, 16 سبتمبر - 2024
austin_tice

يعيش محمود

<p><span style="font-weight: 400;">حادثة الشاب السوري محمود الذي أنقذ سيدة تركية من تحت أنقاض الزلزال ، لاتزال منذ الأمس وحتى اليوم ، حديث وسائل الإعلام والشارع التركي&nbsp; ، ويتم التعامل معها كما لو أن رجلا عض كلبا .. أما محمود ، فهو على الأغلب يشعر بالاستغراب من الضجة الإعلامية التي حاز عليها ، لأنه قد يكون قد قام بهذا العمل أو شاهد من يقوم به ، عشرات المرات في سوريا .. وما اندفاعه إلى مكان الانهيار بهذه السرعة ، إلا دليل على خبرته ، بالتعامل مع إخراج الضحايا من تحت أنقاض الصواريخ والبراميل المتفجرة التي كان يلقيها طيران بشار الأسد على منازل المدنيين في بلدته أو حيه ..&nbsp;</span></p> <p><span style="font-weight: 400;">لكن ذلك لا ينقص من بطولة محمود شيئا ، ولا ينقص من إحساسنا معه بالفخر والاعتزاز ، وإنما المشكلة هي لدى الأتراك ، الذين لم يعوا حتى اللحظة ، حجم المصيبة والكارثة التي عاناها الشعب السوري الذي يعيش بين ظهرانيهم ، ولازال الكثير منهم ينظر إلى هذا الشعب على أنه جاء إلى تركيا بحثا عن حياة أفضل ، وليس فارا وهاربا من الموت المحقق .. وكان الأحرى بالإعلام التركي لو أنه ربط حادثة بطولة محمود مع السيدة التركية ، بفاجعة الشعب السوري ، الذي يعيش هذا الوضع منذ أكثر من ثماني سنوات ..&nbsp;</span></p> <p><span style="font-weight: 400;">على أية حال ، هذا لا يقلل من أهمية ودور محمود في تلميع صورة أبناء بلده ، فالشعب التركي في مجمله ، ومنذ الأمس ، أصبح ينظر إلى السوريين ويتعامل معهم ، على أنهم أخوة محمود ، نظرا للتأثير الكبير الذي تمارسه وسائل الإعلام عندهم .. وتبقى المشكلة هي لدى أبناء شعبنا الذين يعيشون في تركيا ، والذين يجب أن يعززوا من نموذج محمود في كل مدينة يتواجدون فيها ، وفي كل حي .. لأن جهود محمود وبطولته سوف تذهب سدى ، إذا لم يتعمم هذا النموذج ، ويصبح هو أخلاق السوريين جميعا ، ولا نقصد هنا في حالة الكوارث التي لا نتمنى أن تتكرر على الشعب التركي ، وإنما من خلال التعامل الصادق والمخلص ، مع أخوانهم الأتراك ، وإظهار الأخلاق الحقيقية للشعب السوري ، والتي لم يتخلى عنها بمجرد خروجه من بلده ..&nbsp;</span></p> <p><span style="font-weight: 400;">قاسيون ـ خاص&nbsp;</span></p>