وكالة قاسيون للأنباء
  • الخميس, 19 سبتمبر - 2024
austin_tice

لاجئون سوريون يقضون الشتاء الخامس في عراء البقاع اللبناني

رصد (قاسيون) - يقاسي ملايين اللاجئين السوريين للعام الخامس على التوالي، تبعات الحرب الدائرة في بلادهم ومآلاتها؛ الآلاف منهم يباتون في عراء منطقة «البقاع» اللبنانية، وسط مخاوف من تكرار مآسي العام الفائت، الناجمة عن تناقص مساعدات الأمم المتحدة لهم.


مليون و٧٠٠ ألف لاجئ سوري في لبنان، ٣٤ بالمائة منهم يعيشون في مخيمات عشوائية داخل قرى وبلدات ريفية في البقاع، الشهير ببرودة طقسه في الصيف والشتاء.


وتنذر الأمطار التي انهمرت خلال الأيام الفائتة من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر بقسوة ما يحمله هذا الشتاء لسكان تلك المخيمات ذات الأسقف البلاستيكية.


يقول محمد عبد الباري، أحد سكان تلك المخيمات: «إن الرياح في هذه المنطقة قوية للغاية، نظراً لقرب المخيم من الجبل، الذي لا يبعد سوى ٥٠٠ متر، ومع اشتداد الرياح تبدأ المعاناة لمن لا يملكون تأهيل (تثبيت) خيمهم بما يمنع تطايرها أو دخول المياه إليها».


ويتابع حديثه قائلاً: «لانزال متخوفين جداً مما ستحمله الأشهر الأربعة القادمة؛ لأننا جربنا مرارة الشتاء السنة الماضية، ولا نملك ما نقاوم به حتى ينتهي الشتاء الحالي». حسبما نقلت وكالة «الأناضول».


وتتحدث «أم علي» وهي سيدة طاعنة في السن عن قسوة حتى الأمطار الخريفية في منطقة البقاع قائلة: «بدأنا بتنظيف خيامنا من المياه صباحاً والمطر شلال لا يتوقف، رغم أننا كنا ندرك أنه سيدخل من جديد، لكننا لا نملك سبيلًا سوى أن نستمر في إبعاد المياه إلى خارج الخيمة ما استمر المطر».


وتتساءل أم علي متحسّرة عما قد تحمله الأيام القادمة: «هذا أول الغيث.. فما عسانا نفعل إذا ما اشتد علينا الصقيع والبرد والريح كما المطر لأيام طوال متتاليات بينما لا نملك ملاذاً.. الخيام نفسها والمعاناة مضاعفة؟!».


وتختم بقولها: «ما كنت فيه لا يصف حالي وحدي، بل حال جل نساء المخيم، فجيراننا مثلاً طافت بهم مياه المطر وتسربت لأسفلهم وهم عاجزون مرضى لا يملكون معينا ولا مجيبا، وانتظروا على حالهم إلى حين فرغ بعضنا من لممة مصيببته ومساعدتهم».


في ظل هذه المأساة يتساوى خوف اللاجئين من الشتاء بالتوجس من سياسة تخفيض المساعدات التي تلجأ إليها المنظمات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، إضافة إلى الهيئات الإغاثية المحلية، والمعنيون هم نفسهم أعلنوا أن الحاجة الميدانية الفعلية تفوق قدرة المؤسسات المحلية والدولية، خصوصاً في ظل منع بعض البنوك لتحويلات مالية ترسلها جمعيات إغاثية خارجية إلى نظيرتها المحلية التي تعمل في مجال إغاثة اللاجئين؛ إذ تعتبر السلطات أن أموال بعض الجمعيات الخارجية مجهولة المصدر والهدف.


ويقول بعض المسؤولين في جمعيات أهلية وخيرية، إن المساعدات الشتوية مثل البطانيات والمدافىء والشوادر البلاستيكية، في تناقص حاد مقارنة بالأعوام التي خلت.